جديد المدونة

جديد الرسائل

الاثنين، 15 أبريل 2019

(4)تابع اختصار الدرس الثاني من كتاب الصيام للمجد ابن تيمية



وَعَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ قَالَ: «مَنْ صَامَ الْيَوْمَ الَّذِي يُشَكُّ فِيهِ فَقَدْ عَصَى أَبَا الْقَاسِمِ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» رَوَاهُ الْخَمْسَةُ إلَّا أَحْمَدَ وَصَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ وَهُوَ لِلْبُخَارِيِّ تَعْلِيقًا.

حديث عمار بن ياسر صحيح.



واختلف أهل العلم في الصيغة التي يحكم الصحابي فيها على فعل من الأفعال أو قول من الأقوال أنه معصية أو طاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم هل هذا له حكم الرفع؟

·        جمهور العلماء على أنه له حكم الرفع.

·        وذهب بعض العلماء أنه ليس له حكم الرفع لجواز أن يكون فهم الصحابي ذلكَ من عموماتٍ وقواعدَ عامَّة، وهذا قول البُلقيني  وأبي القاسم الجوهري، وهو الذي استفدناه من والدي الشيخ مقبل رحمهم الله تَعَالَى، والله أعلم.


قوله: «وَهُوَ لِلْبُخَارِيِّ تَعْلِيقًا» المعلق: هو أن يحذف المؤلف شيخه فأكثر.




المراد بيوم الشك عند أهل العلم واختلافهم فيه


يوم الشك عند الحنابلة: هو يوم الثلاثين من شعبان إذا كانت السماء ليلة الثلاثين صحوًا وتقاعد الناس عن ترائي الهلال، أو شهد برؤيته من لا يُعتد بقوله.


يوم الشك عند الشافعية: هو يوم الثلاثين من شعبان إذا تحدث بالرؤية مَن لا يعتد بقوله كامرأة أو عبد أو فاسق، وهو قول بعض أئمة المالكية منهم ابن عبدالسلام، وقول أحمد في رواية عنه.


وأما يوم الغيم المطبق فليس عندهم يوم شك، واحتجوا بحديث «فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا ثَلَاثِينَ»، فإنه يدل على أن ليلة الغيم جاء فيها الأمر بإكمال عدة شعبان ثلاثين، وعدم الرؤية لا يثير شكًّا.


يوم الشك عند المالكية والحنفية: إِذَا كَانَتْ السَّمَاءُ مُغَيِّمَةً لَيْلَةَ ثَلَاثِينَ وَلَمْ تَثْبُتْ رُؤْيَةُ الْهِلَالِ فَصَبِيحَةُ ذَلِكَ الْيَوْمِ هُوَ يَوْمُ الشَّكِّ، وَأَمَّا إِذَا لَمْ تَكُنِ السَّمَاءُ مُغَيِّمَةً فَلَيْسَ ذَلِكَ بِيَوْمِ شَكٍّ.


وهذا القولُ الأخير هو القول المشهور وهو القولُ الصحيح أن يوم الشك هو اليوم الثلاثون إذا حال دون رؤية الهلال سحاب أو غيم أو قترة كالتراب، أو دخَّان أو ضباب وما شابه ذلك.


أما إذا لم يُر الهلال ليلة الثلاثين من شعبان و لم يكن هناك حائل عن الرؤية فلا لبْسَ فيه حتى يكون يوم شك. لأن الشك استواء الطرفين. والمراد هنا أنه استوى طرف العلم وطرف الجهل فلا يُعلم أهو من شعبان أو من رمضان؟ لأنه يحتمل أن يكون الهلال ظهر وأنه لم يظهر.

ولذلك قيل له يوم الشك: لأنه مشكوك فيه هل هو من شعبان أو من رمضان؟