جديد المدونة

جديد الرسائل

الجمعة، 22 فبراير 2019

(20)الأورَادُ من الأذكار والأدعية




من أدعية السفر



عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَرْجِسَ،رضي الله عنه قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَافَرَ يَتَعَوَّذُ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ، وَالْحَوْرِ بَعْدَ الْكَوْرِ، وَدَعْوَةِ الْمَظْلُومِ، وَسُوءِ الْمَنْظَرِ فِي الْأَهْلِ وَالْمَالِ رواه مسلم(1343).



---------------------------------------

هذا الحديث العظيم فيه التعوُّذُ عند السفر من هذه الأمور الخمسة:

وعثاء السفر:شِدَّته ومشقته ،ولذلكَ كان جُزْءًا من العذاب كما روى البخاري(1804)،ومسلم (1927) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ العَذَابِ، يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَنَوْمَهُ، فَإِذَا قَضَى نَهْمَتَهُ، فَلْيُعَجِّلْ إِلَى أَهْلِه.

 كآبة المنقلَب:قال الخطابي في«معالم السنن»(2/258):معناه أن ينقلب من سفره إلى أهله كئيبًا حزينًا غير مقضي الحاجة،أو منكوبًا ذهب ماله أو أصابته آفة في سفره ،أو أن يَرِدَ على أهله فيجدهم مرضى أو يفقد بعضهم،وما أشبه ذلك من المكروه.

الحَور بعد الكَور: أَيْ مِنَ النُّقْصَان بَعْد الزِّيادة. وَقِيلَ مِنَ فَسَادِ أمورِنا بَعْدَ صَلاحِها. وَقِيلَ مِنَ الرُّجُوع عَنِ الْجَمَاعَةِ بَعْد أَنْ كُنَّا مِنْهُمْ. وَأَصْلُهُ مِنْ نَقْض العِمَامة بَعْدَ لَفِّها. النهاية.

دعوة المظلوم:دعوة المظلوم يجب اتقاؤها في الحضر والسفر.
 والجواب عن تخصيص ذلك في السفر:أن السَّفَرَ مَظِنَّةُ الْبَلَايَا وَالْمَصَائِبِ، وَالْمَشَقَّةُ فِيهِ أَكْثَرُ فَخُصَّتْ بِهِ  قاله الطيبي.

قال القاري:يُرِيدُ أَنَّهُ حِينَئِذٍ مَظِنَّةٌ لِلنُّقْصَانِ فِي الدِّينِ وَالدُّنْيَا وَبَاعِثٌ عَلَى التَّعَدِّي فِي حَقِّ الرُّفْقَةِ وَغَيْرِهِمْ.

 أَوْ يُقَالُ: إِنَّ الْمَظْلُومَ إِذَا كَانَ مُسَافِرًا يَكُونُ دُعَاؤُهُ أَقْرَبَ إِلَى الْإِجَابَةِ اهـ المراد  من مرقاة المفاتيح(4/1681).

 قال ابن القيم رحمه الله في«بدائع الفوائد»(3/242):سبحان الله كم بكت في تنعُّم الظالم عين أرملة،واحترقت كبد يتيم،وجرت دمعة مسكين ﴿ كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ﴾ [المرسلات:46] ﴿وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ﴾ [ص:88]،ما ابيضَّ لون رغيفهم حتى اسود لون ضعيفهم،وما سمنت أجسامُهم حتى انتحلت أجسام ما استأثروا عليه.

لا تحتقر دعاءَ المظلوم فشرر قلبِه محمول بعجيج صوته إلى سقف بيتك،ويحك نبالُ أدعيته مصيبة وإن تأخر الوقت، قوسه قلبه المقروح،ووتره سواد الليل،وأستاذه صاحب، لأنصرنك ولو بعد حين،وقد رأيتَ ولكن لستَ تعتبر،احذر عداوة من ينام وطرفه باكٍ يقلب وجهه في السماء،يرمي سهاما ما لها غرض سوى الأحشاء منك.اهـ

سوء المنظر فِي الْأَهْلِ وَالْمَالِ:مَا يَسُوءُكَ النَّظَرُ إِلَيْهِ وَأَنْ تَقِفَ عَلَيْهِ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ«الاستذكار»(8/528)لابن عبدالبر.



ومن الفوائد أيضًا:

الاهتمام بدعاء الثبات لأن الانحراف عن الصراط المستقيم داخل في الحَوْر بعد الكَوْر.

الاستعاذة بالله من الظلم.

 قال النووي رحمه الله في «شرح صحيح مسلم»(9/112):   يَتَرَتَّبُ عَلَى الظلم دُعَاءُ الْمَظْلُومِ،وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ، فَفِيهِ التَّحْذِيرُ مِنَ الظُّلْمِ وَمِنَ التَّعَرُّضِ لِأَسْبَابِهِ.اهـ المراد

الاستعاذة بالله من أسباب الأحزان.



 ومن الأدعية المشهورة لمن أراد السفر

عن ابن عمر رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اسْتَوَى عَلَى بَعِيرِهِ خَارِجًا إِلَى سَفَرٍ، كَبَّرَ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: «سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا، وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ، وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ، اللهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ فِي سَفَرِنَا هَذَا الْبِرَّ وَالتَّقْوَى، وَمِنَ الْعَمَلِ مَا تَرْضَى، اللهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَذَا، وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ، اللهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ، وَالْخَلِيفَةُ فِي الْأَهْلِ، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكَآبَةِ الْمَنْظَرِ، وَسُوءِ الْمُنْقَلَبِ فِي الْمَالِ وَالْأَهْلِ»، وَإِذَا رَجَعَ قَالَهُنَّ وَزَادَ فِيهِنَّ:«آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ»رواه مسلم(1342).