جديد المدونة

جديد الرسائل

الجمعة، 4 مايو 2018

(124)سِلْسِلَةُ الفَوَائِدِالعِلْمِيَّةِ والمَسَائِلِ الفِقْهِيَّةِ


من فوائد الذكر وثمارِه الجليلة
·      قال سبحانه:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(45)﴾[الأنفال].في هذه الآية الحث على ذِكْرِ الله سبحانه وأنه عون على المراد وتحقُّق المطلوب،ومن أسباب الثبات عند الفتن وعند لقاء العدو.
·      مَن ذَكر الله سبحانه فإن الله يذكره عند الشدائد والمصائب ،وعند الحاجات والملمات والكُرُبات.قال تعالى:﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (152)﴾[البقرة].
·      الذكر من أعظم  القُرُبات والطاعات .قال سبحانه:﴿اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45) ﴾ [العنكبوت]﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ أي:أعظم الأعمال الصالحة.
·      الذكر فلاح وسعادة .قال تعالى: ﴿واذْكُرُوا الله كثيرا لَعَلَّكُمْ تفلحون﴾ [الأنفال: 45].
·      الذكر طمأنينة وراحة نفسية ومن أعظم أسباب انشراحِ الصدر.قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:﴿أَلا بِذكر الله تطمئِن الْقُلُوب﴾[الرعد: 28].قال ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد(2/23):للذِّكْرِ تَأْثِيرٌ عَجِيبٌ فِي انْشِرَاحِ الصَّدْرِ وَنَعِيمِ الْقَلْبِ، وَلِلْغَفْلَةِ تَأْثِيرٌ عَجِيبٌ فِي ضِيقِهِ وَحَبْسِهِ وَعَذَابِهِ.
·      الذكر ترطيبٌ للسان من القسوة.روى الترمذي (3375) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ شَرَائِعَ الإِسْلَامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ، فَأَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ، قَالَ: «لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ».
·      ذكر الله غذاء روحي وغذاء بدني وحصنٌ وأمانٌ ومطردة للشيطان الرجيم.
روى الترمذي (2863)عن الحَارِثِ الأَشْعَرِيِّ،  أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:إِنَّ اللَّهَ أَمَرَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ أَنْ يَعْمَلَ بِهَا وَيَأْمُرَ بني إسرائيل أَنْ يَعْمَلُوا بِهَا فذكرها وقال عن الكلمة الخامسة:«وَآمُرُكُمْ أَنْ تَذْكُرُوا اللَّهَ فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ خَرَجَ العَدُوُّ فِي أَثَرِهِ سِرَاعًا حَتَّى إِذَا أَتَى عَلَى حِصْنٍ حَصِينٍ فَأَحْرَزَ نَفْسَهُ مِنْهُمْ، كَذَلِكَ العَبْدُ لَا يُحْرِزُ نَفْسَهُ مِنَ الشَّيْطَانِ إِلَّا بِذِكْرِ اللَّهِ ».
·      الذكر يضعف الشيطان ويصَغِّرُه .روى أبو داود (4982) عَنْ رَجُلٍ، قَالَ كُنْتُ رَدِيفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَثَرَتْ دَابَّةٌ، فَقُلْتُ: تَعِسَ الشَّيْطَانُ، فَقَالَ: " لَا تَقُلْ تَعِسَ الشَّيْطَانُ، فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَ ذَلِكَ تَعَاظَمَ حَتَّى يَكُونَ مِثْلَ الْبَيْتِ، وَيَقُولُ: بِقُوَّتِي، وَلَكِنْ قُلْ: بِسْمِ اللَّهِ، فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَ ذَلِكَ تَصَاغَرَ حَتَّى يَكُونَ مِثْلَ الذُّبَابِ " والحديث في «الصحيح المسند» لوالدي رحمه الله(1503).
 وينبغي للمؤمن أن يستشعر أن له عدوًا يرقبه ويرصد له بالمرصاد فلا يغفل عنه وينسى عداوته،وعليه أن يسعى بما يغيظه ويُضعفه ويقيه من شره وفتنته،وذلك بذكر الله سبحانه ولزوم تقواه ومراضيه.
·      الذكر من السِّباق إلى الله وإلى طريق السعادة .روى مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ: جُمْدَانَ، فَقَالَ: سِيرُوا هَذَا جُمْدَانَ، قَدْ سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ قَالُوا: وَمَنِ الْمُفَرِّدُونَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: الذَّاكِرُونَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتُ».
·      الذكر حياة للقلوب .كما في الصحيحين عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لاَ يَذْكُرُ رَبَّهُ، مَثَلُ الحَيِّ وَالمَيِّتِ».

ولأهمية الذكر كَانَ النَّبِيُّ  صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ اللَّهَ عَلَى كُلِّ أَحْيَانِهِ.رواه مسلم.
قال ابن رجب رحمه الله في جامع العلوم والحكم (2/526):الْمَعْنَى: فِي حَالِ قِيَامِهِ وَمَشْيِهِ وَقُعُودِهِ وَاضْطِجَاعِهِ، وَسَوَاءٌ كَانَ عَلَى طَهَارَةٍ أَوْ عَلَى حَدَثٍ.اهـ

فليحرص كل مسلمٍ ومسلمة على ذكر الله سبحانه-ففيه الفوز بالخيرات والمنافع الدينية والدنيوية-،ولا سيما الأذكار المؤكدة:
 كأذكار الصباح والمساء وأذكار النوم والأذكار بعد الصلوات.