جديد المدونة

جديد الرسائل

الأحد، 8 أبريل 2018

(22) العلم وفضلُه


             إذا كان يُضعف صومُ النافلةِ عن طلبِ العلم

عن أَبِي وَائِلٍ،وهو شقيق بن سلمة قَالَ: قِيلَ لِعَبْدِ اللَّهِ بن مسعود: إِنَّكَ لَتُقِلُّ الصَّوْمَ؟
 قَالَ:«إِنَّهُ يُضْعِفُنِي عَنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ، وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ». رواه أبوعبيد في«فضائل القرآن»(ص:62)والأثر صحيح .
في هذا الأثر:تركُ صيام النافلة لمن كان يُضْعِفُهُ عن القرآن ومراجعته ،وكذا عن التزود من العلم النافع ،وذلك لفضل العلم ومنزلته الرفيعة.
وفي هذا المعنى ما جاء عن الشَّافِعِيِّ رحمه الله: «طَلَبُ الْعِلْمِ أَفْضَلُ مِنْ صَلَاةِ النَّافِلَةِ».أخرجه الخطيب في «شرف أصحاب الحديث» (ص:113) بسند صحيح .
قال ابن رجب رحمه الله في«لطائف المعارف»(125): أفضل الصيام ألا يضعف البدن حتى يعجز عما هو أفضل منه من القيام بحقوق الله تعالى أو حقوق عباده اللازمة.
 فإن أضعف عن شيء من ذلك مما هو أفضل منه كان تركه أفضل.
 فالأول: مثل أن يضعف الصيام عن الصلاة أو عن الذكر أو عن العلم كما قيل في النهي عن صيام الجمعة ويوم عرفة بعرفة أنه يضعف عن الذكر والدعاء في هذين اليومين.
ثم ذكر أثر ابن مسعود المتقدم.
 ثم قال:فقراءة القرآن أفضل من الصيام نص عليه سفيان الثوري وغيره من الأئمة، وكذلك تعلم العلم النافع وتعليمه أفضل من الصيام ،وقد نص الأئمة الأربعة على أن طلب العلم أفضل من صلاة النافلة والصلاة أفضل من الصيام المتطوَّع به فيكون العلم أفضل من الصيام بطريق الأولى فإن العلم مصباح يستضاء به في ظلمة الجهل والهوى فمن سار في طريق على غير مصباح لم يأمن أن يقع في بئر بوار فيعطب.
 والثاني: مثل أن يضعف الصيام عن الكسب للعيال أو القيام بحقوق الزوجات فيكون تركه أفضل وإليه الإشارة بقوله صلى الله عليه وسلم: "إن لأهلك عليك حقا".
ومنها: ما أشار إليه صلى الله عليه وسلم بقوله: "إن لنفسك عليك حقا فأعط كل ذي حق حقه" يشير إلى أن النفس وديعةٌ لله عند ابن آدم وهو مأمور أن يقوم بحقها.
ومن حقها: اللطف بها حتى توصل صاحبها إلى المنزل اهـ المراد

والناس يتفاوتون ،ولهذا كان  بعضُ السلف  يستعين بالصوم على الحفظ وطلب العلم.
روى الخطيب في «الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع» (180)من طريق وكيع عن إبراهيم بن إسماعيل قال: كان أصحابنا يستعينون على طلب الحديث بالصوم.