جديد المدونة

جديد الرسائل

الأحد، 31 ديسمبر 2017

(2)الآداب



                            اجتناب اللغو
قال سبحانه في مدح الصالحين:{وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا(72) }[الفرقان] .
قال ابن القيم رحمه الله في إغاثة اللهفان(1/241):اللغو في اللغة: كل ما يُلغى ويطرح، والمعنى: لا يحضرون مجالس الباطل، وإذا مروا بكل ما يلغى من قول وعمل أكرموا أنفسهم أن يقفوا عليه أو يميلوا إليه. ويدخل في هذا:أعياد المشركين، كما فسرها به السلف، والغناء، وأنواع الباطل كلها.اهـ

وقال سبحانه:{وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3)}[المؤمنون].
وقال سبحانه:{وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ (55)}[القصص].
وقال الله تعالى في وصف الجنة وأهلها:(جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمنُ عِبادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا (61) لَا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْوًا إِلَّا سَلامًا وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا (62) تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبادِنا مَنْ كانَ تَقِيًّا (63)) [سورة مريم].
وقال سبحانه:{لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا (25) إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا (26) }[الواقعة] ،وقال تعالى:{لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً (11)}[الغاشية].
وهذا مِن أعظمِ أوصاف الجنة أنه ليس فيها لغو، ليس فيها كلام باطل أو كلام لامعنى له،الجنة منزهة عن ذلك وأهلُها منزَّهون منه.
بخلاف الدنيا فاللغو فيها كثير لا يسلم إلا من سلمه الله ،المجالس مليئة باللغو ،والألسنة ملوَّثة باللغو.

تعريف اللغو
قال البيهقي رحمه الله في شعب الإيمان(13/267):اللَّغْوُ: الْبَاطِلُ الَّذِي لَا يَتَّصِلُ بِقَيْدٍ صَحِيحٍ، وَلَا يَكُونُ لِقَائِلِهِ فِيهِ فَائِدَةٌ، وَرُبَّمَا يَكُونُ وَبَالًا عَلَيْهِ.
 ثُمَّ يَنْقَسِمُ فَيَكُونُ مِنْهُ: أَنْ يَتَكَلَّمَ الرَّجُلُ بِمَا لَا يَعْنِيهِ مِنْ أُمُورِ النَّاسِ فَيُفْشِي سَرَائِرَهُمْ، وَيَهْتِكُ أَسْتَارَهُمْ، وَيَذْكُرُ أَمْوَالَهُمْ وَأَحْوَالَهُمْ مِنْ غَيْرِ حَاجَةٍ بِهِ إِلَى شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ عَادَةَ سَوْءٍ أَلِفَهَا، فَلَا يُرِيدُ النُّزُوحَ عَنْهَا.
 وَيَكُونُ مِنْهُ: الْخَوْضُ فِيمَا لَا يَحِلُّ مِنْ ذِكْرِ الْفُجَّارِ وَالْفُجُورِ وَالْمَلَاهِي. وَيَكُونُ مِنْهُ: الِافْتِخَارُ بِالْآبَاءِ الْجَاهِلِينَ، وَالتَّمَدُّحُ بِهِمْ، وَالذِّكْرُ لِلْمُعَامَلَاتِ الْمَبْنِيَّةِ عَلَى الِاسْتِطَالَةِ.
 وَيَكُونُ فِيهِ:خَوْضُ الْمُبْطِلِينَ فِي الْقَصَائِدِ فِيمَا عِنْدَهُمْ، وَتَفَضِيلُهُمْ إِيَّاهُ عَلَى مَا عِنْدَ غَيْرِهِمْ بِالدَّعَاوِي، وَالتَّوَسُّعُ فِي الْمَقَالِ فِي غَيْرِ حَاجَةٍ. وَيَكُونُ مِنْهُ: إِنْشَادُ الْأَشْعَارِ الْمَقُولَةِ فِي ضُرُوبِ الْأَكَاذِيبِ...اهـ

فاحذر هذه الآفة الفتَّاكة،وصُن لسانَك عنها لتفوزَ بالمطلوب،وتجتنب كلَّ مرهوب.