جديد المدونة

جديد الرسائل

الأحد، 6 أغسطس 2017

(46)أحاديث مختارة من أحاديث «الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين»لوالدي رحمه الله

          
                 من حقِّ المسلمِ على أخيه المسلم

عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُمْ كَانُوا يَسِيرُونَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ، فَانْطَلَقَ بَعْضُهُمْ إِلَى حَبْلٍ مَعَهُ فَأَخَذَهُ، فَفَزِعَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا» رواه أبوداود(5004).

[هذا حديث صحيح ،ورجاله ثقات.الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين(1456)].


-------------------

في هذا الحديث :

النهي عن ترويع المسلم وتخويفه .

وهذا داخلٌ في أذى المسلم ،وقد قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا﴾ [الأحزاب: 58].

والحكم عام سواء كان مازحًا أو جادًّا .


عنايةُ الإسلام بالأمْن والأمان من الخوف .

فالأمن نعمة عظيمة ولهذا يقول النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«مَنْ أَصْبَحَ مُعَافًى فِي بَدَنِهِ، آمِنًا فِي سِرْبِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا» أخرجه الطبراني في «المعجم الأوسط»(1828)،وذكره الشيخ الألباني في«سلسلة الأحاديث الصحيحة» (2318).

وإن من أهمِّ أسباب الأمن والأمان:

تحقيق التوحيد والإخلاص لله عزوجل ،قال تعالى:﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾ [الأنعام: 82].


  الاعتصام بحبل الله والتمسك بدينه ،قال سبحانه:﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ﴾[النور: 55].


السمع والطاعة لوليِّ الأمر ،وهذا من عقيدتِنا أهل السنة والجماعة .


 الالتفاف حولَ العلماء الراسخين والاستفادة من تويجهاتهم ،قال تعالى:﴿وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ﴾[النساء: 83].



حُرْمة المسلم  وحُرْمة دمِه لأنه إذا كان لا يجوزُ ترويعه فسفْكُ دمِه من بابِ 

أولى .فأين السَّفَّاكون لدماء المسلمين من هذا الحديث وأمثالِه .