جديد المدونة

جديد الرسائل

الثلاثاء، 8 أغسطس 2017

(78) سِلْسِلَةُ التَّوْحِيْدِ وَالعَقِيْدَةِ


                             من أحاديث العقيدة

عَنْ قَيْسِ بْنِ السَّكَنِ الْأَسَدِيِّ، قَالَ: دَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى امْرَأَةٍ فَرَأَى عَلَيْهَا حِرْزًا مِنَ الْحُمْرَةِ فَقَطَعَهُ قَطْعًا عَنِيفًا ثُمَّ قَالَ: إِنَّ آلَ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الشِّرْكِ أَغْنِيَاءُ وَقَالَ:

 كَانَ مِمَّا حَفِظْنَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أَنَّ الرُّقَى وَالتَّمَائِمَ وَالتَّوْلِيَةَ  مِنَ الشِّرْكِ». رواه الحاكم في « المستدرك»(7505).

والحديث في «الصحيح المسند » (830)لوالدي رحمه الله.

---------------------------

قوله:( أَنَّ الرُّقَى)قال الشيخ ابن باز رحمه الله في «مجموع الفتاوى»(9/453):وقد أوضح أهلُ العلم في شرح هذا الحديث أن المراد بالرقى المنهي عنها: الرقى التي لا يعرف معناها أو بأسماء الجن، أو بأسماء مجهولة.
أما الرقى بالآيات القرآنية والأدعية الشرعية، فإنها مشروعة ولا بأس بها؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا  » أخرجه مسلم في صحيحه، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه «لما اشتكى رقاه جبرائيل عليه السلام بقوله: بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك بسم الله أرقيك » وكرر ذلك ثلاثا .اهـ.

(وَالتَّمَائِمَ) قال ابن الأثير في «النهاية»: التَّمَائِم جَمْعُ تَمِيمَة، وَهِيَ خَرَزات كَانَتِ الْعَرَبُ تُعلّقها عَلَى أَوْلَادِهِمْ يَتَّقُون بِهَا الْعَيْنَ فِي زعْمهم، فأبْطلها الْإِسْلَامُ.اهـ

وذِكْرُ الخرزات  هذا على سبيل المثال  فالتمائم أعمُّ .

قال الشيخ ابن باز رحمه الله في «مجموع الفتاوى»(9/454): التمائم هي: ما يُعَلَّق على الصبيان والمرضى من الحِلَقِ والودع، والخِرَق، والأوراق المكتوب فيها بعض الطلاسم، أو الكتابات المجهولة، وهكذا ما يُكتب من الآيات القرآنية على الصحيح من قول العلماء، كل ذلك يسمى تمائم، ويسمى حروزًا وجوامع، وكل ذلك لا يجوز، بل هو من الشرك الأصغر .اهـ

وإذا اعتقد أنها تنفع مع الله أو من دون الله فهذا شرك أكبر، لأن الضر والنفع بيد الله عز وجل.

 قال سبحانه: ﴿وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [الأنعام:17].
 وقال سبحانه: ﴿مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [فاطر:2] .

(وَالتَّوْلِيَةَ) هو مَا يُحبّب الْمَرْأَةَ إِلَى زوْجها مِنَ السِّحْرِ وَغَيْرِهِ كما في«النهاية» .

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في «القول المفيد»(1/190): وعندي أن منها –أي من التولة-ما يسمى بالدبلة إن اعتقدوا أنها صلة بين المرء وزوجته.

وفي هذا الحديث من الفوائد:

التحذير من الشرك .

الاهتمام بتعلُّم العقيدة وما يُضادُّها لأنه لا يمكن معرفة العقيدة الصحيحة وما يُضادُّها إلا بالعِلم .