بِرُّ الوالِدَيْنِ
عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: «أُمُّكَ»
قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أُمُّكَ» قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ
أُمُّكَ» قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أَبُوكَ»رواه مسلم(2548).
-----------------------
في هذا الحديث من
الفوائد:
عِظَمُ حقِّ الوالدين
.
أن حقَّ الأمِّ أعظمُ
من حقِّ الأب .
وبِرُّ الوالدَين من أفضلِ
العبادات وأجلِّها ولهذا قرَن الله حقَّهُما بحقِّه سبحانه ،قال عزوجل: ﴿وَقَضَى
رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾[الإسراء:
23]. وقال سبحانه:﴿أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ﴾ [لقمان:14].
وبرُّ
الوالدين يكون بامتثالِ أوامرِهما والبُعد عمَّا يكرهانه في المعروف .
والأدب معهما بعدمِ
رفع الصوت عليهما والتضجُّر منهما .
فاحرص على بِرِّ
والديكَ ففيه:
أداءُ واجب وحقٍّ
عليك .
تثقيل موازينِكَ
بالحسنات .
اندفاع الأبَوَين
للدعاءِ لكَ أكثر ،ورُبَّ دعوةٍ تسعدُ بها في دنياكَ وآخرتِكَ .
سبب لبرِّ أولادِكَ
بكَ ،الجزاء من جنس العمل .
من أسبابِ استجابةِ
دعائِك ،كما يدلُّ لذلكَ خبر أويس القرَنِي كان لَهُ وَالِدَةٌ هُوَ بِهَا
بَرٌّ وكان رجلا صالحًا فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:«فَمَنْ
لَقِيَهُ مِنْكُمْ فَلْيَسْتَغْفِرْ لَكُمْ»رواه مسلم(2542).
من أسباب نيلِ العلم
ودخول الجنة التي هي أعلى مطلب كلِّ مؤمن.
روى الإمامُ أحمد (42/206)عَنْ
عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نِمْتُ،
فَرَأَيْتُنِي فِي الْجَنَّةِ، فَسَمِعْتُ صَوْتَ قَارِئٍ يَقْرَأُ، فَقُلْتُ:
مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: هَذَا حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَذَلِكَ
الْبِرُّ، كَذَلِكَ الْبِرُّ وَكَانَ أَبَرَّ النَّاسِ بِأُمِّهِ .والحديث
صحيح .