جديد المدونة

جديد الرسائل

السبت، 17 يونيو 2017

(45) مِنْ أَحْكَامِ الصِّيَامِ

ليلة القدر
 قال الله تعالى: ﴿لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ[القدر:3].
في هذه الآية الكريمة فضل ليلة القدر وأنها خير من ألف شهر.
وهذا من فضل الله وكرَمِه على عباده   أن قيام ليلة القدر أفضل من ألف شهر.
قال الحافظ ابن كثير في تفسيره(7/572) : الْأَلْفَ شَهْرٍ عِبَارَةٌ عَنْ ثَلَاثٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً وَأَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ.اهـ.
 وقد لا يصل الإنسان إلى  عمر الثمانين، وقد يتعمَّر لكن كثيرًا منه يذهب في غير فائدة ويذهب في النوم وشواغل أمور الدنيا. فهذا تحفيز وتنشيط عظيم لذوي الهمم العالية الرفيعة أن يستغلوا ليلة القدر.

ووصفها سبحانه بأنها ليلة مباركة قال تعالى:﴿حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3)﴾[الدخان].

قيام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا من مكفرات الذنوب .روى البخاري(1901) ،ومسلم (760) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ».

وليلة القدر مختلف في تعيينها والذي عليه معظم العلماء أنها ليلة سبعٍ وعشرين كما في «تفسير القرطبي» (20/134).

وقد تكون في غير سبع وعشرين قال البخاري في «صحيحه» تبويب حديث(2017): بَابُ تَحَرِّي لَيْلَةِ القَدْرِ فِي الوِتْرِ مِنَ العَشْرِ الأَوَاخِرِ ثم ذكر حديث عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ فِي الوِتْرِ، مِنَ العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ».
قال العلماء: الحكمة من إخفاء ليلتها ليجتهد المسلم في العبادة ويطلبها في جَمِيعِ مَحَالِّ رَجَائِهَا .

فجدير بنا أن نتحرَّى ليلة القدر لنفوزَ بها  وبالأجور والخير.

والمحروم من فرَّط في هذه الليلة المباركة .

وأشدُّ حرمانًا وأعظم مصيبة مَن ينكر ليلة القدر من أصلها،وقال إنها غير موجودة .
قال النووي رحمه الله في «المجموع شرح المهذب» (6/458):قال الْقَاضِي الْإِمَامُ أَبُو الْفَضْلِ عِيَاضٌ الْمَالِكِيُّ فِي «شَرْحِ صَحِيحِ مُسْلِمٍ» : أَجْمَعَ مَنْ يُعْتَدُّ بِهِ مِنْ الْعُلَمَاءِ الْمُتَقَدِّمِينَ وَالْمُتَأَخِّرِينَ عَلَى أَنَّ لَيْلَةُ الْقَدْرِ بَاقِيَةٌ دَائِمَةٌ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لِلْأَحَادِيثِ الصَّرِيحَةِ الصَّحِيحَةِ فِي الْأَمْرِ بِطَلَبِهَا قَالَ وَشَذَّ قَوْمٌ فَقَالُوا رُفِعَتْ وَكَذَا حَكَى أَصْحَابُنَا هَذَا الْقَوْلَ عَنْ قَوْمٍ وَلَمْ يُسَمِّهِمْ الْجُمْهُورُ، وَسَمَّاهُمْ صَاحِبُ التَّتِمَّةِ فَقَالَ:هُوَ قَوْلُ الرَّوَافِضِ، وَتَعَلَّقُوا بِقَوْلِهِ صَلَّى الله عليه وسلم « حين تلاحا رَجُلَانِ فَرُفِعَتْ » وَهُوَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ ،وَهَذَا الْقَوْلُ الَّذِي اخْتَرَعَهُ هَؤُلَاءِ الشَّاذُّونَ غَلَطٌ ظَاهِرٌ، وَغَبَاوَةٌ بَيِّنَةٌ لِأَنَّ آخِرَ الْحَدِيثِ يَرُدُّ عَلَيْهِمْ لِأَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ « فَرُفِعَتْ وَعَسَى أَنْ تَكُونَ خَيْرًا لَكُمْ الْتَمِسُوهَا فِي السَّبْعِ وَالتِّسْعِ » هَكَذَا هُوَ فِي أَوَّلِ صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ ،وَفِيهِ التَّصْرِيحُ بِأَنَّ الْمُرَادَ بِرَفْعِهَا رفع عِلْمُهُ بِعَيْنِهَا ذَلِكَ .اهـ.