جديد المدونة

جديد الرسائل

الاثنين، 8 مايو 2017

(6) أحاديثُ منتقاةٌ من أحاديثِ البخاري ومسلم


عَنِ البَرَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: « كَانَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ الرَّجُلُ صَائِمًا، فَحَضَرَ الإِفْطَارُ، فَنَامَ قَبْلَ أَنْ يُفْطِرَ لَمْ يَأْكُلْ لَيْلَتَهُ وَلاَ يَوْمَهُ حَتَّى يُمْسِيَ، وَإِنَّ قَيْسَ بْنَ صِرْمَةَ الأَنْصَارِيَّ كَانَ صَائِمًا، فَلَمَّا حَضَرَ الإِفْطَارُ أَتَى امْرَأَتَهُ، فَقَالَ لَهَا: أَعِنْدَكِ طَعَامٌ؟ قَالَتْ: لاَ وَلَكِنْ أَنْطَلِقُ فَأَطْلُبُ لَكَ، وَكَانَ يَوْمَهُ يَعْمَلُ، فَغَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ، فَجَاءَتْهُ امْرَأَتُهُ، فَلَمَّا رَأَتْهُ قَالَتْ: خَيْبَةً لَكَ، فَلَمَّا انْتَصَفَ النَّهَارُ غُشِيَ عَلَيْهِ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: ﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ﴾ [البقرة: 187] فَفَرِحُوا بِهَا فَرَحًا شَدِيدًا، وَنَزَلَتْ:﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الخَيْطِ الأَسْوَدِ﴾ [البقرة: 187]رواه البخاري(1915).

----------------------
من فوائد  هذا الحديث وأحكامه الفقهيَّة:

-أنه كان في أول فرضِ صيام رمضان مَن نام قبل أن يُفطر من الرجال والنساء فيلزمه الصيام إلى أن تغرب الشمس الليلة القابلة ،ثم مِن رحمة الله ولطفِه نُسِخَ هذا الحكم وصار الليل كلُّه وقتًا يُباح فيه جميع المفطرات من الأكل والشُّرب والجماع.
-أن النسخ قد يكون من الأعلى إلى الأدنى .فقد كان الحكم شاقًّا ثم جاء التخفيف فيه .
-بيان سببِ نزول  هذه الآية الكريمة .
-فرحُ النفوس بالرُّخصة .
-إباحة الأكل والشرب  في الليل ما لم يطلع الفجر .
ومن هنا نعلمُ أن الإمساك قبل طلوع الفجر بدقائق احتياطًا تنطُّعٌ .