جديد الرسائل

الاثنين، 15 مايو 2017

(32)الإجابةُ عن الأسئلةِ


س: عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّائِبِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي أَرْبَعًا بَعْدَ أَنْ تَزُولَ الشَّمْسُ قَبْلَ الظُّهْرِ، وَقَالَ: إِنَّهَا سَاعَةٌ تُفْتَحُ فِيهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَأُحِبُّ أَنْ يَصْعَدَ لِي فِيهَا عَمَلٌ صَالِحٌ.

هل المقصود بهذه الأربع الركعات السنة القبلية أم سنة الزوال؟
---------------------

ج:هذا الحديث رواه الترمذي(478).
وصحح إسناده الشيخ الألباني رحمه الله في«الأجوبة النافعة»(53).وذكره والدي رحمه الله في«الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين»(576).

وهذا الحديث فيه استحباب صلاة أربع ركعات بعد زوال الشمس .
وهذه الأربع الركعات يبيِّنها الأحاديث الأُخرى أنها سنة الظهر القبلية . كما روى البخاري(1182) عَنْ عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا  «أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَا يَدَعُ أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْغَدَاةِ».
وروى مسلم (728) عن أم حبيبة تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «مَنْ صَلَّى اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، بُنِيَ لَهُ بِهِنَّ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ».
وثبت تفسيرُ هذا العدد«مَنْ صَلَّى اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً» عند الترمذي(415)«أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ العِشَاءِ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلاَةِ الْفَجْرِ صَلاَةِ الْغَدَاةِ».
وروى الترمذي (427)،والإمام أحمد (44/346) عن أم حبيبة رضي الله عنها قالت:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَلَّى أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ، وَأَرْبَعًا بَعْدَهَا، حَرَّمَ اللَّهُ لَحْمَهُ عَلَى النَّارِ».
وقد اختلف العلماء في هذه الأربع الركعات هل هي سنة الظهر أم غيرها؟
قال السيوطي في«قوت المغتذي على جامع الترمذي»(1/204): قال العراقي: هي غير الأربع التي هي سنة الظهر قبلها، وتسمى هذه سنة الزوال .
وقال ابن القيم رحمه الله في«زاد المعاد»(1/293)بعد أن ذكر تنوُّع الروايات في صلاة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قبل صلاة الظهر ففي بعضها : «أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَا يَدَعُ أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْغَدَاةِ» رواه البخاري عَنْ عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا .وفي حديث ابن عمر «صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الظُّهْرِ..» رواه البخاري.
قال:فَإِمَّا أَنْ يُقَالَ: إِنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا صَلَّى فِي بَيْتِهِ صَلَّى أَرْبَعًا، وَإِذَا صَلَّى فِي الْمَسْجِدِ، صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، وَهَذَا أَظْهَرُ، وَإِمَّا أَنْ يُقَالَ: كَانَ يَفْعَلُ هَذَا، وَيَفْعَلُ هَذَا، فَحَكَى كُلٌّ مِنْ عائشة وَابْنِ عُمَرَ مَا شَاهَدَهُ، وَالْحَدِيثَانِ صَحِيحَانِ لَا مَطْعَنَ فِي وَاحِدٍ مِنْهُمَا.
وَقَدْ يُقَالُ: إِنَّ هَذِهِ الْأَرْبَعَ لَمْ تَكُنْ سُنَّةَ الظُّهْرِ، بَلْ هِيَ صَلَاةٌ مُسْتَقِلَّةٌ كَان يُصَلِّيهَا بَعْدَ الزَّوَالِ، كَمَا ذَكَرَهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ، «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي أَرْبَعًا بَعْدَ أَنْ تَزُولَ الشَّمْسُ، وَقَالَ: «إِنَّهَا سَاعَةٌ تُفْتَحُ فِيهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ، فَأُحِبُّ أَنْ يَصْعَدَ لِي فِيهَا عَمَلٌ صَالِحٌ».اهـ

والصحيح ما تقدم والله أعلم فالأحاديث يفسِّرُ بعضُها بعضًا .

ولا يُدَاوَمُ على الأربع لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أحيانًا كان يصلي أربعا قبل الظهر ،وأحيانًا يصلي ركعتين كما تقدم في حديث ابن عمر،وهذا من تنوع العبادات يُؤجَر مَن تحرَّى العمل بها .

وفي حديث عبدالله بن السائب :فضيلة الوقت بعد الزوال وأنه تفتح فيه أبواب السماء.

قال النووي رحمه الله في«الأذكار»(86):يستحبّ الإِكثار من الأذكار وغيرها من العبادات عقب الزوال.ثم ذكر حديث عبدالله بن السائب.

فهذا الوقت وقتُ فضيلة ورحمة وبركة ينبغي استغلاله في طاعة الله من ذكر ودعاءٍ وصلاة .