جديد المدونة

جديد الرسائل

الجمعة، 19 مايو 2017

(27) (التَّذْكِيْرُ بِسِيْرَةِ سَيِّدِ البَشَرِ)


تابع اختصارِ درسِ (الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم/53)

صفة وجهه الكريم صلى الله عليه وسلم: روى البخاري (3552) عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: «سُئِلَ البَرَاءُ أَكَانَ وَجْهُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَ السَّيْفِ؟ قَالَ: لاَ بَلْ مِثْلَ القَمَرِ».
وروى البخاري (3549)، ومسلم (2337) عن البراء رضي الله عنه، يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَحْسَنَ النَّاسِ وَجْهًا وَأَحْسَنَهُ خَلْقًا، لَيْسَ بِالطَّوِيلِ البَائِنِ، وَلاَ بِالقَصِيرِ».
وفي حال سروره يكون أشدُّ حُسنًا وإضاءة. روى البخاري (3556)، ومسلم (2769) عن كعب بن مَالِكٍ، يُحَدِّثُ حِينَ تَخَلَّفَ عَنْ تَبُوكَ، قَالَ: «فَلَمَّا سَلَّمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَبْرُقُ وَجْهُهُ مِنَ السُّرُورِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا سُرَّ اسْتَنَارَ وَجْهُهُ، حَتَّى كَأَنَّهُ قِطْعَةُ قَمَرٍ، وَكُنَّا نَعْرِفُ ذَلِكَ مِنْهُ ».

*خدُّه صلى الله عليه وسلم:جاء في وصفه «سهلَ الخَدَّين»أَيْ: ساَئِل الخدَّين غَير مُرْتِفع الوجْنَتين.«النهاية » (2/428).

*صفُ فمِه صلى الله عليه وسلم: رو مسلم (2339) عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ضَلِيعَ الْفَمِ»، أي: عظيم الفم.

*عيناه صلى الله عليه وسلم: روى مسلم (2339) عن جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ضَلِيعَ الْفَمِ، أَشْكَلَ الْعَيْنِ، مَنْهُوسَ الْعَقِبَيْنِ».
« أَشْكَلَ الْعَيْنِ» فسَّرهُ أبوعبيد: حُمْرَةٌ فِي بَيَاضِ الْعَيْنِ .قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في «البداية والنهاية» (6/20): وقول أبي عبيد: حُمْرَةٌ فِي بَيَاضِ الْعَيْنِ أَشْهَرُ وَأَصَحُّ، وَذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى الْقُوَّةِ وَالشَّجَاعَةِ وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ. اهـ.
وروى الإمام أحمد (684) عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ضَخْمَ الرَّأْسِ، عَظِيمَ الْعَيْنَيْنِ، هَدِبَ الْأَشْفَار، مُشْرَبَ الْعَيْنِ بِحُمْرَةٍ..»، والحديث حسن.


*شعر صدره صلى الله عليه وسلم. أخرج البخاري (4106) ،ومسلم (1803) عن البَرَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: «رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الخَنْدَقِ وَهُوَ يَنْقُلُ التُّرَابَ حَتَّى وَارَى التُّرَابُ شَعَرَ صَدْرِهِ، وَكَانَ رَجُلًا كَثِيرَ الشَّعَرِ..» وجاء من حديث علي رضي الله عنه: «طَوِيلُ الْمَسْرُبَةِ». وهيَ الشَّعرُ الدقيقُ من الصدرِ إلى السُّرَّة.

*مشيته صلى الله عليه وسلم: روى مسلم (2330) عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَزْهَرَ اللَّوْنِ، كَأَنَّ عَرَقَهُ اللُّؤْلُؤُ، إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ..».
وروى الترمذي (3638) عن علي بن أبي طالب الحديث، وفيه:«إِذَا مَشَى تَقَلَّعَ كَأَنَّمَا يَمْشِي فِي صَبَبٍ»، وسنده ضعيف لكن له ما يقوِّيه. أي: يمشي بقوة، والصَّببُ: الحَدُور.
فمشيتَهُ صلى الله عليه وسلم كانت قويَّة سريعة وبنشاط، وبسكينة من غير انزعاج، ليس فيها إفراط ولا تماوت ولاكسل، كأنما ينحط من صبب، والذي يكون في موضع منخفض يكون عنده اندفاع في المشي، وكأنما يمشي في صُعُد. أي: مكان عالٍ.