من
خوارق العادة في حقِّ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم
عن أنس بنِ مَالِكٍ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ «يَطُوفُ عَلَى نِسَائِهِ، فِي اللَّيْلَةِ الوَاحِدَةِ، وَلَهُ يَوْمَئِذٍ تِسْعُ نِسْوَةٍ» .رواه البخاري(284).
--------
الشاهد من الحديث :
قال الحافظ في«فتح
الباري»(تحت رقم 5069):وَكَانَ مَعَ كَوْنِهِ أَخْشَى النَّاسِ لِلَّهِ
وَأَعْلَمَهُمْ بِهِ يُكْثِرُ التَّزْوِيجَ ،لِمَصْلَحَةِ تَبْلِيغِ الْأَحْكَامِ
الَّتِي لَا يَطَّلِعُ عَلَيْهَا الرِّجَالُ .
وَلِإِظْهَارِ
الْمُعْجِزَةِ الْبَالِغَةِ فِي خَرْقِ الْعَادَةِ ،لِكَوْنِهِ كَانَ لَا يَجِدُ
مَا يَشْبَعُ بِهِ مِنِ الْقُوتِ غَالِبًا ،وَإِنْ وَجَدَ كَانَ يُؤْثِرُ
بِأَكْثَرِهِ، وَيَصُومُ كَثِيرًا وَيُوَاصِلُ ،وَمَعَ ذَلِكَ فَكَانَ يَطُوفُ
عَلَى نِسَائِهِ فِي اللَّيْلَةِ الْوَاحِدَةِ، وَلَا يُطَاقُ ذَلِكَ إِلَّا مَعَ
قُوَّةِ الْبَدَنِ، وَقُوَّةُ الْبَدَنِ تَابِعَةٌ لِمَا يَقُومُ بِهِ مِنَ
اسْتِعْمَالِ الْمُقَوِّيَاتِ مِنْ مَأْكُولٍ وَمَشْرُوبٍ ،وَهِيَ عِنْدَهُ
نَادِرَةٌ أَوْ مَعْدُومَةٌ .
وقال بعد ذلك في
تعداد الحكمة من استكثار النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من النساء.
ثَامِنُهَا: مَا تَقَدَّمَ مَبْسُوطًا مِنْ
خَرْقِ الْعَادَةِ لَهُ فِي كَثْرَةِ الْجِمَاعِ، مَعَ التَّقَلُّلِ مِنَ
الْمَأْكُولِ وَالْمَشْرُوبِ وَكَثْرَةِ الصِّيَامِ وَالْوِصَالِ، وَقَدْ أَمَرَ
مَنْ لَمْ يَقْدِرْ عَلَى مُؤَنِ النِّكَاحِ بِالصَّوْمِ ،وَأَشَارَ إِلَى أَنَّ
كَثْرَتَهُ تَكْسِرِ شَهْوَتَهُ، فَانْخَرَقَتْ هَذِهِ الْعَادَةُ فِي حَقِّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .اهـ
وترجم على الحديث
والدي رحمه الله في«الصحيح المسند من دلائل النبوة»(256ط ابن تيمية):ومنها-أي
المعجزات-:البركة الإلهية التي جعلها في نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
فائدة:
ذكر الحافظ ابن حجر
رحمه الله في«فتح الباري»(تحت رقم 5067)التسع
النسوة اللائي توفِّي عنهنَّ النبي صلى الله
عليه وعلى آله وسلم ،وقال:
وَهُنَّ سَوْدَةُ وَعَائِشَةُ وَحَفْصَةُ وَأُمُّ سَلَمَةَ وَزَيْنَبُ
بِنْتُ جَحْشٍ وَأُمُّ حَبِيبَةَ
وَجُوَيْرِيَةُ وَصَفِيَّةُ وَمَيْمُونَةُ، هَذَا
تَرْتِيبُ تَزْوِيجِهِ إِيَّاهُنَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُنَّ، وَمَاتَ وَهُنَّ فِي
عِصْمَتِهِ .اهـ
