جديد المدونة

جديد الرسائل

الخميس، 6 أبريل 2017

(7)معجزات رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم


اشتمال حديث عائشة الآتي على معجزتين للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم


عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أنها قَالَتْ للنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَارَأْسَاهْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ذَاكِ لَوْ كَانَ وَأَنَا حَيٌّ فَأَسْتَغْفِرَ لَكِ وَأَدْعُوَ لَكِ» فَقَالَتْ عَائِشَةُ: وَا ثُكْلِيَاهْ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأَظُنُّكَ تُحِبُّ مَوْتِي، وَلَوْ كَانَ ذَاكَ، لَظَلِلْتَ آخِرَ يَوْمِكَ مُعَرِّسًا بِبَعْضِ أَزْوَاجِكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَلْ أَنَا وَا رَأْسَاهْ، لَقَدْ هَمَمْتُ - أَوْ أَرَدْتُ - أَنْ أُرْسِلَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَابْنِهِ وَأَعْهَدَ: أَنْ يَقُولَ القَائِلُونَ - أَوْ يَتَمَنَّى المُتَمَنُّونَ - ثُمَّ قُلْتُ: يَأْبَى اللَّهُ وَيَدْفَعُ المُؤْمِنُونَ، أَوْ يَدْفَعُ اللَّهُ وَيَأْبَى المُؤْمِنُونَ». رواه البخاري (5666).

-------------
 في هذا الحديث من الفوائد:
-جواز الشكوى إلى المخلوق .
وهذا إذا كان من غير تسخط ومن غير إكثار من الشكاوى .
-إشارة إلى أن المرض يستلزم الموت .
-المزاح مع الأهل لقوله: «ذَاكِ لَوْ كَانَ وَأَنَا حَيٌّ فَأَسْتَغْفِرَ لَكِ وَأَدْعُوَ لَكِ».
-بلوى المرأة  وما جُبِلَت عليه من الغيرة من ضرائرها .
فأم المؤمنين عائشة كرهت أن يكون زوجة للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعد وفاتها  وتقول:لو بقيتَ بعدي لنسيتني سريعًا وانشغلتَ بغيري، وقد كانت رضي الله عنها شديدة الغيرة حتى إنها تغار من خديجة رضي الله عنها امرأة عجوز وقد توفيت قبلها بثلاث سنين .روى البخاري(3817)عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: «مَا غِرْتُ عَلَى امْرَأَةٍ مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ مِنْ كَثْرَةِ ذِكْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِيَّاهَا»، قَالَتْ: «وَتَزَوَّجَنِي بَعْدَهَا بِثَلاَثِ سِنِينَ، وَأَمَرَهُ رَبُّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَوْ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنْ يُبَشِّرَهَا بِبَيْتٍ فِي الجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ».
قال الذهبي رحمه الله في ترجمة عائشة من «سير أعلام النبلاء»: وَهَذَا مِنْ أَعْجَبِ شَيْءٍ  أَنْ تَغَارَ  رَضِيَ اللهُ عَنْهَا  مِنِ امْرَأَةٍ عَجُوْزٍ، تُوُفِّيَتْ قَبْلَ تَزَوُّجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَائِشَةَ بِمُدَيْدَةٍ، ثُمَّ يَحْمِيْهَا اللهُ مِنَ الغَيْرَةِ مِنْ عِدَّةِ نِسْوَةٍ يُشَارِكْنَهَا فِي النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهَذَا مِنْ أَلْطَافِ اللهِ بِهَا وَبِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِئَلاَّ يَتَكَدَّرَ عَيْشُهُمَا، وَلَعَلَّهُ إِنَّمَا خَفَّفَ أَمْرَ الغَيْرَةِ عَلَيْهَا حُبُّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهَا، وَمَيْلُهُ إِلَيْهَا، فَرَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَأَرْضَاهَا.
-الدعاء للميت والاستغفار له .
-فضيلة لأبي بكر الصديق رضي الله عنه .
-الإشارة إلى خلافة أبي بكر الصديق بعد الرسول.
-معجزة للرسول إذ أخبر بخلافة أبي بكرٍ بعده ووقع كذلك .
وقد أبى الله والمسلمون أن يتولَّى الخلافة غير أبي بكر الصديق رضي الله عنه .
-معجزة أخرى للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذ أخبر بأنه سيموت قبل عائشة لأنه قال لعائشة: «بَلْ أَنَا وَا رَأْسَاهْ »أي: أنك لست تموتين قبلي فدعي ما أنتِ فيه،ووقع كذلك .وقد بوب والدي رحمه الله على هذا الحديث في«الصحيح المسند من دلائل النبوة»(511ط ابن تيمية»:«ومنها إخباره صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه سيموت قبل عائشة رضي الله عنها».