جديد المدونة

جديد الرسائل

الأربعاء، 26 أبريل 2017

(26) (التَّذْكِيْرُ بِسِيْرَةِ سَيِّدِ البَشَرِ)


تابع اختصارُ درسِ (الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم/33).

*أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها: هي بنت عمة النبي صلى الله عليه وسلم أُميمة بنت عبدالمطلب.

كانت أوَّلًا عند زيد بن حارثة ثم طلقها وتزوجها صلى الله عليه وسلم في سنةِ خمسٍ من ذي القَعدة ،وقد كان وليُّها الله عزوجل دونَ الناس، ونزلت آيةُ الحجاب صبيحة عرسها .روى البخاري (7421)  عن أنس قال: نَزَلَتْ آيَةُ الحِجَابِ فِي زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، وَأَطْعَمَ عَلَيْهَا يَوْمَئِذٍ خُبْزًا وَلَحْمًا، وَكَانَتْ تَفْخَرُ عَلَى نِسَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَتْ تَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ أَنْكَحَنِي فِي السَّمَاءِ. وأثنت عليها عائشة فقالت: «..وَهِيَ الَّتِي كَانَتْ تُسَامِينِي مِنْهُنَّ فِي الْمَنْزِلَةِ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَمْ أَرَ امْرَأَةً قَطُّ خَيْرًا فِي الدِّينِ مِنْ زَيْنَبَ. وَأَتْقَى لِلَّهِ وَأَصْدَقَ حَدِيثًا، وَأَوْصَلَ لِلرَّحِمِ، وَأَعْظَمَ صَدَقَةً، وَأَشَدَّ ابْتِذَالًا لِنَفْسِهَا فِي الْعَمَلِ الَّذِي تَصَدَّقُ بِهِ، وَتَقَرَّبُ بِهِ إِلَى اللهِ تَعَالَى، مَا عَدَا سَوْرَةً مِنْ حِدَّةٍ كَانَتْ فِيهَا، تُسْرِعُ مِنْهَا الْفَيْئَةَ»رواه مسلم (2442).
وكان اسم زينب بَرَّة فغيَّره صلى الله عليه وسلم إلى زينب، وهي أول أزواجه صلى الله عليه وسلم لحاقًا به توفيت سنة عشرين، روى مسلم (2452) عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَسْرَعُكُنَّ لَحَاقًا بِي أَطْوَلُكُنَّ يَدًا» قَالَتْ: فَكُنَّ يَتَطَاوَلْنَ أَيَّتُهُنَّ أَطْوَلُ يَدًا، قَالَتْ: فَكَانَتْ أَطْوَلَنَا يَدًا زَيْنَبُ، لِأَنَّهَا كَانَتْ تَعْمَلُ بِيَدِهَا وَتَصَدَّقُ.

*أم المؤمنين جويرية بنت الحارث رضي الله عنها: من سبي بني المصطلق سنة ستٍّ، ومن أوصافها: أنها كانت جميلة وذات نسب، وكانت عظيمة البركة على قومِها إذ ردَّ الصحابةُ الأسرى من بني المصطلق، وقالوا: أصهار رسول الله، فأعتقوهم وقد كانوا في مِلكِهم،كما قالت عائشة:« فَلَقَدْ أَعْتَقَ بِتَزْوِيجِهِ إِيَّاهَا مِائَةَ أَهْلِ بَيْتٍ مِنْ بَنِي الْمُصْطَلِقِ، فَمَا أَعْلَمُ امْرَأَةً كَانَتْ أَعْظَمَ بَرَكَةً عَلَى قَوْمِهَا مِنْهَا».وكانت لما تزوج بها صلى الله عليه وسلم في سن العشرين، وكان اسم جويرية برَّة، فغيَّره صلى الله عليه وسلم إلى جويرية.

*أم المؤمنين صفية بنت حُيي رضي الله عنها: من سبي خيبر السنة السابعة ،أعتقَها صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وجعل عتقها صداقَها ،ولمَّا حلَّتْ-طهُرت- في أثناء الطريق بنَى بها.
قال الذهبي في ترجمتها من«سير أعلام النبلاء»(2/232) : وَكَانَتْ شَرِيْفَةً، عَاقِلَةً، ذَاتَ حَسَبٍ، وَجَمَالٍ، وَدِيْنٍ  رَضِيَ اللهُ عَنْهَا .
وقال: وَكَانَتْ صَفِيَّةُ ذَاتَ حِلْمٍ، وَوَقَارٍ.

*أم المؤمنين أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنها: في سنة سبع تزوجها صلى الله عليه وسلم، وهي مِنْ بَنَاتِ عَمِّه، لَيْسَ فِي أَزْوَاجِهِ مَنْ هِيَ أَقْرَبُ نَسَبًا إِلَيْهِ مِنْهَا، وَلا فِي نِسَائِهِ مَنْ هِيَ أَكْثَرُ صَدَاقًا مِنْهَا أمهرها عنه النجاشي .كما روى أبو داود (2107) عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، أَنَّهَا كَانَتْ تَحْتَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ فَمَاتَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ «فَزَوَّجَهَا النَّجَاشِيُّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَمْهَرَهَا عَنْهُ أَرْبَعَةَ آلَافٍ وَبَعَثَ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ شُرَحْبِيلَ ابْنِ حَسَنَةَ» والحديث صححه والدي رحمه الله في «الصحيح المسند» (1534).

*أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها: آخر أزواجه صلى الله عليه وسلم تزوَّجها في السنة السابعة بعد أن حلَّ من عمرة القضاء، وكانت تزوجت أوَّلًا مسعود بن عمرو وفارقها، ثم أبو رهم بن عبدالعزى فمات ،وقد شهد لها النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ بالإيمان.
أثنت عليها عائشة، روى ابن سعد في «الطبقات» (8/109) فقالت: أَمَا إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ أَتْقَانَا لِلَّهِ وَأَوْصَلِنَا لِلرَّحِمِ. والأثر حسن.


ومما قدَّرَه الله سبحانه أن ميمونة رضي الله عنها بنى بها النَّبِيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم بسرف وماتت ودفنت بسرف. روى البخاري (5067) من طريق عَطَاءٍ، قَالَ: حَضَرْنَا مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ جِنَازَةَ مَيْمُونَةَ بِسَرِفَ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هَذِهِ زَوْجَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا رَفَعْتُمْ نَعْشَهَا فَلاَ تُزَعْزِعُوهَا، وَلاَ تُزَلْزِلُوهَا، وَارْفُقُوا فَإِنَّهُ «كَانَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِسْعٌ، كَانَ يَقْسِمُ لِثَمَانٍ، وَلاَ يَقْسِمُ لِوَاحِدَةٍ».

رضي الله عن أمهات المؤمنين وأرضاهن .