جديد المدونة

جديد الرسائل

الجمعة، 17 مارس 2017

(5) أحكامُ المساجِد


                         وجوب تحية المسجد

عَنْ أَبِي قَتَادَةَ السَّلَمِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ المَسْجِدَ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يَجْلِسَ».
رواه البخاري(444)،ومسلم (714).


في هذا الحديث وجوب تحية المسجد . وقد ذهب إلى  وجوب تحية المسجد داود بن علي الظاهري. وقواه ابن دقيق العيد في «شرح العمدة»، واختاره الصنعاني في «العدة» (2/346)
      وهو قول الشوكاني في «نيل الأوطار»، والشيخ الألباني في «الثمر المستطاب» (2/613) وقول والدي ،رحم الله الجميع ، فاعتمده فإنه عين الصواب، وإلى الله المآب.

وذهب جمهور العلماء إلى أن تحية المسجد مستحبة ،وهو قولُ ابن حزم في «المحلى» (رقم 531)،واستدلوا بأدلة، منها :
عن طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ ثَائِرَ الرَّأْسِ، يُسْمَعُ دَوِيُّ صَوْتِهِ وَلاَ يُفْقَهُ مَا يَقُولُ، حَتَّى دَنَا، فَإِذَا هُوَ يَسْأَلُ عَنِ الإِسْلامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَمْسُ صَلَوَاتٍ فِي اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ». فَقَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: «لا، إِلَّا أَنْ تَطَوَّعَ»..الحديث.رواه البخاري(46) ،ومسلم (11) .
والجواب عنه: أن المراد   الصلوات المتكررة  بتكرر اليوم والليلة .
يراجع:«الصلاة»(40)لابن القيم رحمه الله.

وَيُجَابُ ثَانِيًا: بِأَنَّ قَوْلَهُ: «إلَّا أَنْ تَطَوَّعَ » يَنْفِي وُجُوبَ الْوَاجِبَاتِ ابْتِدَاءً، لَا الْوَاجِبَاتِ بِأَسْبَابٍ يَخْتَارُ الْمُكَلَّفُ فِعْلهَا كَدُخُولِ الْمَسْجِدِ مَثَلًا ،لِأَنَّ الدَّاخِلَ أَلْزَم نَفْسَهُ الصَّلَاةَ بِالدُّخُولِ ،فَكَأَنَّهُ أَوْجَبَهَا عَلَى نَفْسِهِ فَلَا يَصِحُّ شُمُولُ ذَلِكَ الصَّارِفِ لِمِثْلِهَا .كذا في«نيل الأوطار»(3/84).

فائدة :أبو قتادة : الحارث بن ربعي السَّلَمِي .

قال الحافظ في«فتح الباري»(تحت رقم 444):السَّلَمِي:بفتحتين لأنه من الأنصار .