جديد المدونة

جديد الرسائل

الاثنين، 6 فبراير 2017

(39) سِلْسَلَةُ المَسَائِلِ النِّسَائِيَّة



                    

                  من الأخلاق الحميدة بين الزوجين



قال يحيى بن معين رَحِمَهُ اللَّهُ في «تاريخه» (2/63 - رواية ابن محرز): حدثنا أبو نعيم قال حدثنا عيسى بن الضحاك الكندي عن الأعمش عن إبراهيم قال: كانوا يقولون: «قولُ الرجلِ لامرأتِه إنِّي أحِبُّكِ طرفٌ من السِّحر».



هذا أثرٌ حسن. عيسى بن الضحاك الكندي ترجمته في «الجرح والتعديل» (6/279) لابن أبي حاتم - بروايته عن الأعمش، وبرواية أبي نعيم عنه، قال عنه أبو حاتم: لا بأس به.



والمراد بقوله: «طرف من السحر» من جهة تأثيرِ هذه العبارة على القلوب فإنَّ من أخبرَ بمحبته للآخر أدخل عليه السرور واستمالَ قلبه وجذب مودتَه واطمئنَّ لصحبتِه.


ولهذا يستحب لمن أحبَّ شخصًا أن يقولَ له:إني أحبك، سواء كان هذا بين الزوجين، أو بين الأصحاب، أو أي إنسان. روى الترمذي (2392) عَنْ المِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَحَبَّ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُعْلِمْهُ إِيَّاهُ».


فائدة:


قول إبراهيم النخعي: «كانوا يقولون،أو كانوا يكرهون،أو كانوا يفعلون..»


مراده بذلك أصحاب عبد الله بن مسعود كعلقمة والأسود وأبي وائل والحارث بن سويد وعبيدة السلماني، ومسروق والربيع بن خُثيم وسويد بن غفلة وغيرهم من أصحاب ابن مسعود وهم من سادات التابعين، وهذه الصيغة يستعملها إبراهيم في حكاية أقوالهم كما بين ذلك الحفاظ كالعراقي وغيره. المرجع/ «تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد» (139).