جديد المدونة

جديد الرسائل

الثلاثاء، 14 فبراير 2017

(27)سِلْسِلَةُ التَّفْسِيْرِ

                
                        الحكمة في تأخير الوطن آخر المراتب

قال تعالى:﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ  تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾[التوبة:24].

في هذه الآية: ذِكرُ  الأشياء المحبوبة لدى النفوس وجعْل  الوطن آخر المراتب  .


وقد بيَّن ابن القيم رحمه الله في«بدائع الفوائد»(1/76)وجه الحكمة من ذلك ،وقال:ذكر الأوطان ثامنا آخر المراتب، لأن تعلق القلب بها دون تعلقه بسائر ما تقدم ،فإن الأوطان تتشابه ،وقد يقوم الوطن الثاني مقام الأول من كلِّ وجه ويكون خيرا منه فمنها عوض .
وأما الآباء والأبناء والأقارب والعشائر فلا يتعوض منهما بغيرها ،فالقلب وإن كان يحنُّ إلى وطنه الأول فحنينه إلى آبائه وأبنائه وزوجاته أعظم ،فمحبة الوطن آخر المراتب ،وهذا هو الواقع إلا لعارض يترجح عنده إيثارُ البعيد على القريب فذلك جُزئي لا كلِّي .اهـ المراد