جديد الرسائل

الخميس، 15 ديسمبر 2016

(62) سِلْسِلَةُ التَّوْحِيْدِ وَالعَقِيْدَةِ


حكم الخروج على الحاكم عند جود الكفر البواح

قال الشيخ ابن باز رحمه الله في «مجموع الفتاوى »(8/203):إذا رأى المسلمون كفرًا بواحا عندهم من الله فيه برهان، فلا بأس أن يخرجوا على هذا السلطان لإزالته إذا كان عندهم قدرة، أما إذا لم يكن عندهم قدرة فلا يخرجوا، أو كان الخروج يسبب شرًّا أكثر فليس لهم الخروج رعاية للمصالح العامة.

والقاعدة الشرعية المجمع عليها: «أنه لا يجوز إزالة الشر بما هو أشر منه، بل يجب درء الشر بما يزيله أو يخففه» . أما درء الشر بشر أكثر فلا يجوز بإجماع المسلمين، فإذا كانت هذه الطائفة التي تريد إزالة هذا السلطان الذي فعل كفرا بواحا عندها قدرة تزيله بها، وتضع إماما صالحا طيبا من دون أن يترتب على هذا فساد كبير على المسلمين، وشر أعظم من شر هذا السلطان فلا بأس، أما إذا كان الخروج يترتب عليه فساد كبير، واختلال الأمن، وظلم الناس، واغتيال من لا يستحق الاغتيال إلى غير هذا من الفساد العظيم، فهذا لا يجوز، بل يجب الصبر.هذا هو الطريق السوي الذي يجب أن يسلك؛ لأن في ذلك مصالح للمسلمين عامة، ولأن في ذلك تقليل الشر وتكثير الخير، ولأن في ذلك حفظ الأمن وسلامة المسلمين من شر أكثر.نسأل الله للجميع التوفيق والهداية. اهـ المراد.

وسمعت والدي رحمه الله يقول:إذا ثبت كفر الحاكم فلا يجوزالخروج عليه إلا بشروط:

1-أن يكون عند المسلمين استعداد لقتالهم لأن الله يقول﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ[الأنفال:60] .

2-أن يكون هناك استغناء ذاتي فما يُحتاج أن يمدوا أيديهم إلى أمريكا ولا إلى غيرها من دول الكفر. وأيضا لا يركنوا إلى حكام المسلمين فلو قالت أمريكا :لا تفعلوا لانتهوا .

3-أن يكون هناك صبرٌ وإيمان في الجيش فربما لوانقطع السُّكَّر أو الغاز لانقلبوا عليك .

4- ألا ترجع المعركةُ بين المسلمين فيرجع المسلمون فيما بينهم يتقاتلون .

5-أن يغلب على الظن أنه سيكون البديل إمامًا للمسلمين .

أما أن يتمَّ القتالُ ثم يثب على الكرسي عِلْمَانيٌّ أو شيوعيٌّ، واحدٌ مثله أو أشد  فلا يصلح .اهـ

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في «مجموع الفتاوى»(25/371): ولكن هل معنى جواز الخروج أنه جائز بكل حال ؟
لا، لابدَّ من قُدرة على مُنَابَذَةِ هذا الوالي الذي رأينا فيه الكفر البواح، لابدَّ من قُدرة، أما أن نخرج عليه بسكاكين المطبخ وعوامل البقر، ولديه دبابات وصواريخ، فهذا سَفهٌ في العقل وضلال في الدين؛ لأن الله لم يُوجب الجهاد على المسلمين حين كانوا ضُعفاء في مكة، ولو شاؤوا لاغتالوا كُبراءهم وقتلوهم، لكنه لم يأمرهم بهذا، ولم يأذن لهم به؛ لعدم القدرة، وإذا كانت الواجبات الشرعية التي لله عز وجل تسقط بالعجز، فكيف هذا الذي سيكون فيه دماء.

ليس إزالة الحاكم بالأمر الهين، مجرد ريشة تنفخها وتذهب، لابدَّ من قتال معه، وإذا قُتِل فله أعوان، والمسألة ليست بالأمر الهين حتى نقول بكل سهولة نزيل الحاكم أو نقضي عليه وينتهي كل شيء، فلابد من القدرة.

والقدرة الآن ليست بأيدي الشعوب فيما أعلم، والعلم عند الله عز وجل ليس بأيدي الشعوب قدرة على إزالة مثل هؤلاء القوم الذين نرى فيهم كفرًا بواحًا.اهـ

جزى الله علماءنَا خيرًا، فأين الثُوَّار والانقلابيون من هذا الشروط؟