جديد المدونة

جديد الرسائل

السبت، 3 ديسمبر 2016

(59) سِلْسِلَةُ التَّوْحِيْدِ وَالعَقِيْدَةِ


                    أسباب اجتماع كلمة المسلمين وتوحيدِ صفِّهم

 قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في «الأجوبة المفيدة عن أسئلة أهل المناهج الجديدة»:
أسباب الاجتماع هي:
أولًا : تصحيح العقيدة، بحيث تكون سليمةً من الشرك؛ قال تعالى:] وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ [[المؤمنون:52].  
 لأن العقيدةَ الصحيحة هي التي تؤلِّف بين القلوب، وتزيل الأحقادَ، بخلاف ما إذا تعدَّدت العقائد، وتنوّعت المعبودات؛ فإن أصحاب كلِّ عقيدة يتحيّزون لعقيدتهم ومعبوداتهم، ويرون بطلان ما عليه غيرهم، ولهذا قال تعالى  : ] أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ[[يوسف:39].
 ثانيا: السمع والطاعة لولي أمر المسلمين؛ واستدل حفظه الله بقول النبي صلى الله عليه وسلم :« أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا » (رواه أبو داود (4607)عن الْعِرْبَاضِ بن سارية رضي الله عنه) ، لأن معصية وليِّ الأمر سبب للاختلاف.
ثالثًا: الرجوع إلى الكتاب والسنة لحسم النـزاع، وإنهاء الاختلاف، قال تعالى : ] فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً[[النساء:59] ،فلا يرجع إلى آراء الرجال وعاداتهم.
رابعًا: القيام بإصلاحِ ذات البَين عند ما يدبُّ نزاعٌ بين الأفراد، أو بين القبائل؛ قال تعالى: ] فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ [[الأنفال:1].
خامسًا: قتال البُغاة والخوارج، الذين يريدون أن يفرقـوا كلمة المسلمين؛ إذا كانوا أهلَ شوكـة وقوّة تهدِّد المجتمع المسلم، وتفسِدُ أمنـه، قال تعالى: ] فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي[ [الحجرات:9]،ولهذا قاتل أميرُ المؤمنين عليُّ بنُ أبي طالب  رضي الله عنه البغاة والخوارج، وعُدَّ ذلك من أفضلِ مناقبه رضي الله عنه وأرضاه.اهـ