عن سَعِيدِ
بْنِ جُمْهَانَ قَالَ: أَتَيْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى وَهُوَ مَحْجُوبُ
الْبَصَرِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، قَالَ لِي: مَنْ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: أَنَا
سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ، قَالَ: فَمَا فَعَلَ وَالِدُكَ؟ قَالَ: قُلْتُ:
قَتَلَتْهُ الْأَزَارِقَةُ، قَالَ: لَعَنَ اللهُ الْأَزَارِقَةَ، لَعَنَ اللهُ
الْأَزَارِقَةَ، حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «
أَنَّهُمْ كِلَابُ النَّارِ »، قَالَ: قُلْتُ: الْأَزَارِقَةُ وَحْدَهُمْ أَمِ
الْخَوَارِجُ كُلُّهَا؟ قَالَ: « بَلِ الْخَوَارِجُ كُلُّهَا ».
قَالَ:
قُلْتُ: فَإِنَّ السُّلْطَانَ يَظْلِمُ النَّاسَ، وَيَفْعَلُ بِهِمْ، قَالَ: فَتَنَاوَلَ يَدِي فَغَمَزَهَا بِيَدِهِ
غَمْزَةً شَدِيدَةً ، ثُمَّ قَالَ: «
وَيْحَكَ يَا ابْنَ جُمْهَانَ عَلَيْكَ بِالسَّوَادِ الْأَعْظَمِ، عَلَيْكَ بِالسَّوَادِ
الْأَعْظَمِ إِنْ كَانَ السُّلْطَانُ
يَسْمَعُ مِنْكَ، فَأْتِهِ فِي بَيْتِهِ، فَأَخْبِرْهُ بِمَا تَعْلَمُ، فَإِنْ
قَبِلَ مِنْكَ، وَإِلَّا فَدَعْهُ، فَإِنَّكَ لَسْتَ بِأَعْلَمَ مِنْهُ ».رواه
أحمد (32/157).
«هذا
حديثٌ حسن .الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين»برقم(545)لوالدي
رحمه الله
-------------------
الأزارقة :فرقةٌ من الخوارج.
وفي هذا الحديث:
جرحُ الخوارج وذمُّهُم .
وفي ذمهم
والطعن فيهم أدلة كثيرة .
ومن
أوصافهم :
1-قتل أهل
الإسلام وترك أهل الأثان ،هذا من أوصافهم قتل المسلمين والمصلين، وترك عُبَّاد
الأصنام المشركين. وقد جاء أن الخوارج التقت بعبد الله بن خباب بن الأرت فقالوا
له: من أنت فذكر نسبه قالوا: ما تقول في أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، فأثنى عليهم
خيرًا، فذبحوه وقتلوا امرأته وكانت حاملًا وبقروا بطنها. وكان من سادات أبناء
الصحابة. «سير أعلام النبلاء» للذهبي (2/534).
وعبد الله بن خباب بن الأرت من خيار
التابعين، ولكن الخوارج يقتلون أهل الإسلام.
الروافض
والخوارج-والروافض هم من الخوارج- يقتلون أهل الإسلام ،يقتلون المصلين والصائمين
والمتمسكين بدينهم،ولا يوجهون قتالهم إلى الكفار واليهود والنصارى والمشركين ،والواقع شاهد بذلك، فبلاؤهم وشرهم
على المسلمين وبلاد المسلمين .
2-من
عقيدة الخوارج وأوصافهم: الخروج على الحكام. وقد خرجوا على عثمان بن عفان رضي الله
عنه وقتلوه، وخرجوا على عليِّ بن أبي طالب رضي الله عنه وقتلوه، وقاتِلُ علي بن
أبي طالب رضي الله عنه يُعدُّ عند الخوارج من أفضل خلق الله.
ولا
يزالون يخرجون على ولاة الأمور إلى زماننا هذا، وهذا من أبرز صفاتهم.
3-الأخذ بنصوص الوعيد، وإهدار أدلة الرجاء؛
ولهذا من عقيدتهم صاحب الكبيرة مخلد في النار،وهذا باطل يقول الله تعالى: {
إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ
لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا (48)}.
الله يريح
المسلمين منهم ومن شرِّهم .