جديد الرسائل

السبت، 12 نوفمبر 2016

(54) سِلْسِلَةُ التَّوْحِيْدِ وَالعَقِيْدَةِ


          
            الطعن في الصحابة طعن في الدين


لأن الصحابة هم الواسطة بيننا وبين نبيِّنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم. فجبريل بلغ النبيَّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم، والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بلَّغ الصحابة، والصحابة رضوان الله عليهم نقلوا ذلك إلينا.

 فهم حملة الدين، ومن طعن فيهم فقد طعن في الدين.بل طعنَ في الرسول .


قال شيخ الإسلام رحمه الله في «الفتاوى الكبرى»(4/446): الْقَدْحُ فِي خَيْرِ الْقُرُونِ الَّذِينَ صَحِبُوا الرَّسُولَ قَدْحٌ فِي الرَّسُولِ  صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  كَمَا قَالَ مَالِكٌ وَغَيْرُهُ مِنْ أَئِمَّةِ الْعِلْمِ: هَؤُلَاءِ طَعَنُوا فِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ  صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنَّمَا طَعَنُوا فِي أَصْحَابِهِ لِيَقُولَ الْقَائِلُ رَجُلُ سُوءٍ كَانَ لَهُ أَصْحَابُ سُوءٍ، وَلَوْ كَانَ رَجُلًا صَالِحًا لَكَانَ أَصْحَابُهُ صَالِحِينَ.

وَأَيْضًا: فَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ نَقَلُوا الْقُرْآنَ وَالْإِسْلَامَ وَشَرَائِعَ النَّبِيِّ  صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  ،وَهُمُ الَّذِينَ نَقَلُوا فَضَائِلَ عَلِيٍّ وَغَيْرِهِ. فَالْقَدْحُ فِيهِمْ يُوجِبُ أَنْ لَا يُوثَقَ بِمَا نَقَلُوهُ مِنْ الدِّينِ، وَحِينَئِذٍ فَلَا تَثْبُتُ فَضِيلَةٌ لَا لِعَلِيٍّ وَلَا لِغَيْرِهِ ،ثم ذكر جملةً من الأدلة في فضائل الصحابة ثم قال: وَهَذِهِ الْأَحَادِيثُ مُسْتَفِيضَةٌ بَلْ مُتَوَاتِرَةٌ فِي فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِمْ وَتَفْضِيلِ قَرْنِهِمْ عَلَى مَنْ بَعْدَهُمْ مِنْ الْقُرُونِ، فَالْقَدْحُ فِيهِمْ قَدْحٌ فِي الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ .