جديد المدونة

جديد الرسائل

الاثنين، 7 نوفمبر 2016

(13)مِنْ جَوَامِعِ الأَدْعِيَةِ

عنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ،رضي الله عنه كَانَ يَقُولُ:«اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الرِّضَا بَعْدَ الْقَضَاءِ، وَبَرْدَ الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَلَذَّةَ النَّظَرِ فِي وَجْهِكَ، وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ مِنْ غَيْرِ ضَرَّاءٍ مُضِرَّةٍ وَلَا فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ» .
وَزَعَمَ أَنَّهَا دَعَوَاتٌ كَانَ يَدْعُو بِهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
رواه ابن أبي عاصم في «السنة» (427).

فيه من الفوائد:

سؤالُ الله أربعة أشياء.

1- سؤال الله الرضا بعد القضاء.ولم يقل قبل القضاء لأنه قد يضعُف إذا نزل البلاء.
قال ابن القيم رحمه الله  في «مدارج السالكين»(2/214):  سَمِعْتُ شَيْخَ الْإِسْلَامِ ابْنَ تَيْمِيَةَ - قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ - يَقُولُ: سَأَلَهُ الرِّضَا بَعْدَ الْقَضَاءِ. لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ تَبَيَّنَ حَقِيقَةَ الرِّضَا. وَأَمَّا الرِّضَا قَبْلَهُ: فَإِنَّمَا هُوَ عَزْمٌ عَلَى أَنَّهُ يَرْضَى إِذَا أَصَابَهُ. وَإِنَّمَا يَتَحَقَّقُ الرِّضَا بَعْدَهُ.اهـ
2-سؤال برد العيش بعد الموت .ولم يقل :قبل الموت .لأن العيش في الدنيا لا يطيب لأحدٍ، إذ هي دارُ نكدٍ ومصائب وتعب .قال تعالى:{ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4) }.
لا طيبَ للعيشِ ما دامتْ منغصةً..لذاته بادكار الموتِ والهرَمِ
3-سؤال الله سبحانه لذة النظر إلى وجهه .
ورؤية الله سبحانه أعلى وأفضلُ نعيم أهل الجنة .
4-سؤال الله الشوق إلى لقائه.
وهذا من أعظمِ الأدعية ،فإنه من اشتاق لرؤية الله لا يأنسُ إلا بالله وطاعته .
والشوق إلى لقاء الله دالٌّ على محبة العبد لربه .
قال ابن القيم رحمه الله في «إغاثة اللهفان»(2/28):جمع فى هذا الدعاء العظيم القدر بين أطيب شىء فى الدنيا، وهو الشوق إلى لقائه سبحانه، وأطيب شىء فى الآخرة، وهو النظر إلى وجهه سبحانه.
ولما كان كمال ذلك وتمامه موقوفا على عدم ما يضر فى الدنيا. ويفتن فى الدين قال: "فى غير ضرّاء مضرة ولا فتنة مضلة".اهـ.
واشتمل هذا الدعاء على إثبات صفة الوجه لله سبحانه كما يليق بجلاله .
والإيمان برؤية الله في الآخرة.



اللهم إنا نسألك من خير ما سألك منه نبيك محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم .