جديد المدونة

جديد الرسائل

الاثنين، 3 أكتوبر 2016

(91)سِلْسِلَةُ الفَوَائِدِالعِلْمِيَّةِ والمَسَائِلِ الفِقْهِيَّةِ

                          فضل نشر العلم

قال تعالى:{ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33)}.

وقال الإمام البخاري رحمه الله في تبويب حديث (79)بَابُ فَضْلِ مَنْ عَلِمَ وَعَلَّمَ .
ثم ذكر حديث أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ مِنَ الهُدَى وَالعِلْمِ، كَمَثَلِ الغَيْثِ الكَثِيرِ أَصَابَ أَرْضًا، فَكَانَ مِنْهَا نَقِيَّةٌ، قَبِلَتِ المَاءَ، فَأَنْبَتَتِ الكَلَأَ وَالعُشْبَ الكَثِيرَ، وَكَانَتْ مِنْهَا أَجَادِبُ، أَمْسَكَتِ المَاءَ، فَنَفَعَ اللَّهُ بِهَا النَّاسَ، فَشَرِبُوا وَسَقَوْا وَزَرَعُوا، وَأَصَابَتْ مِنْهَا طَائِفَةً أُخْرَى، إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ لا تُمْسِكُ مَاءً وَلا تُنْبِتُ كَلَأً، فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِي دِينِ اللَّهِ، وَنَفَعَهُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ فَعَلِمَ وَعَلَّمَ، وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا، وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ».

قال الشيخ ربيع حفظه الله في«فضل العلم والعلماء»(37):هذا حديث عظيم ،ينبغي أن يضعَ الإنسانُ نفسه موضعه من هذه الأصناف ،فاخترْ لنفسِك أيها المؤمن أن تكون على الأقل من القسم الثاني ،إن لم تكن من القسم الأول،وإياك إياك أن تكون من القسم الثالث،الذي لم يقبل هدى الله الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ،ولم يرفع به رأسًا .اهـ.


الدعاء بالنضرة وهي البهاء والحُسن لمن بلغ حديث الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

أخرج أبوداود (3660) ،والترمذي (2656)، وأحمد (35/467)عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم  قَالَ: «نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَبَلَّغَهُ غَيْرَهُ، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ غَيْرِ فَقِيهٍ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ».

نشر العلم من خدمة العلم

روى الرامهرمزي في «المحدث الفاصل»(91)،وأبو نعيم في «الحلية» (9/107) ، وابن عبدالبر في «جامع بيان العلم» (1/389)عن الشَّافِعِيِّ يَقُولُ:« لَا يَطْلُبُ هَذَا الْعِلْمَ مَنْ يَطْلُبُهُ بِالتَّمَلُّكِ وَغِنَى النَّفْسِ فَيُفْلِحُ ،وَلَكِنْ مَنْ طَلَبَهُ بِذِلَّةِ النَّفْسِ، وَضِيقِ الْعَيْشِ، وَخَدَمَةِ الْعِلْمِ أَفْلَحَ»،والأثر ثابت.

والمراد تبليغ العلم الصحيح ،وليس النقولات التي لا تعتمد على كتاب ولا سنة،أو نشر الأحاديث الضعيفة والمكذوبة، أو نشرُ أشياء لا يُعْلَمُ صحتُها .


ومن لم يتحرَّ في نشره للصحيح من غيره فهو أحد الكاذبين .روى الإمام مسلم في مقدمة«صحيحه»(1/8)عن سمرة بن جندب والمغيرة بن شعبة رضي الله عنهما قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ، فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ».