أسباب معينة على المحافظة على الوقت
1-الإيمان .
وعلى قدر الإيمان يكون الشُّحُّ بالوقت
والمحافظة عليه من الضياع في غير فائدة،فمن كان إيمانه أقوى كان همته استغلال
الوقت في رضا ربه ومصالحه وآخرته.
2-العلم النافع .
العلم النافع طريق كل سعادة ،ويبعث
الهمة والحرص على استثمار الوقت في الخير والعبادة والحفظ والدروس والاستفادة .
3-تنظيم الوقت من أسباب النجاح في
الحياة الأولى والأخرى.
في«صحيح البخاري» (1975)،و«صحيح مسلم»
(1159)عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ
لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا عَبْدَ اللَّهِ،
أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تصُومُ النَّهَارَ، وَتَقُومُ اللَّيْلَ؟»، فَقُلْتُ:
بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «فَلاَ تَفْعَلْ صُمْ وَأَفْطِرْ، وَقُمْ
وَنَمْ، فَإِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَقًّا،
وَإِنَّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِزَوْرِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ
بِحَسْبِكَ أَنْ تَصُومَ كُلَّ شَهْرٍ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ، فَإِنَّ لَكَ بِكُلِّ
حَسَنَةٍ عَشْرَ أَمْثَالِهَا، فَإِنَّ ذَلِكَ صِيَامُ الدَّهْرِ كُلِّهِ»،
فَشَدَّدْتُ، فَشُدِّدَ عَلَيَّ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَجِدُ
قُوَّةً قَالَ: «فَصُمْ صِيَامَ نَبِيِّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ،
وَلاَ تَزِدْ عَلَيْهِ»، قُلْتُ: وَمَا كَانَ صِيَامُ نَبِيِّ اللَّهِ دَاوُدَ
عَلَيْهِ السَّلاَمُ؟ قَالَ: «نِصْفَ الدَّهْرِ»، فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَقُولُ
بَعْدَ مَا كَبِرَ: يَا لَيْتَنِي قَبِلْتُ رُخْصَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ومن هنا ينبغي تنظيم الوقت وتحديد
أعمال اليوم ويمشي عليها ولا يفرِّط فيها فهذا سبيل النجاح .
ولنعلم أن الوقت هوعمر الإنسان ورأس
ماله ،فمن ضيَّعه فقد ضيع عمره ورأس ماله .ولا يحسب من العمر إلا ما كان في الخير
والطاعة، فهذا هو الذي يكون في ميزان حسناته ،وما فات منه فلا يمكن تداركه .
الوقت ينتهي كثيرًا منه بدون فائدة
ولا ثمرة ،ويضيعه أدنى شيء من الفراغ والغفلة والصوارف،ففعل الأسباب التي تعين على
المحافظة على الوقت سبيل النجاح والتوفيق بإذن الله عزوجل.
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكَها....إنَّ
السفينة لا تمشي على اليَبَسِ