جديد المدونة

جديد الرسائل

الأحد، 3 يوليو 2016

(22)مِنْ أَحْكَامِ الصِّيَامِ

                                                    
                            شرعية صدقة الفطر عقب صيام رمضان  
روى أبوداود (1609)،وابن ماجة ( 1827)عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ، مَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلَاةِ، فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ، وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلَاةِ، فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنَ الصَّدَقَاتِ». والحديث حسن.
مسائل تُؤخَذُ من هذا الحديث
1-وجوب  زكاة  الفطر  ،وهذا عليه أكثر العلماء .
أما ما رواه النسائي (2506)عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، قَالَ: «كُنَّا نَصُومُ عَاشُورَاءَ وَنُؤَدِّي زَكَاةَ الْفِطْرِ، فَلَمَّا نَزَلَ رَمَضَانُ وَنَزَلَتِ الزَّكَاةُ، لَمْ نُؤْمَرْ بِهِ وَلَمْ نُنْهَ عَنْهُ، وَكُنَّا نَفْعَلُهُ».والحديث في «الصحيح المسند» (1087)لوالدي رحمه الله .
فهذا الحديث استدل به بعضهم على نسخ صدقة الفطر بالزكاة  وقد أجاب عنه الخطابي رحمه الله في «معالم السنن » (2/47) وقال:وقد قال بفرضية زكاة الفطر ووجوبها عامة أهل العلم غير أن بعضهم تعلق فيها بخبر مروي عن قيس بن سعد  ثم ذكرالحديث.
قال:وهذا لا يدل على زوال وجوبها ،وذلك أن الزيادة في جنس العبادة لا توجب نسخ الأصل المزيد عليه اهـ المراد.

2-أن صدقة الفطر واجبة على  الفقير الذي  يقدر على إخراجها  كما تجب على الغني  لأن الفقير يحتاج إلى التطهير.
وقد ذهب الْجُمْهُورُ أَنَّهَا تَجِبُ عَلَى مَنْ مَلَكَ فَاضِلًا عَنْ قُوتِهِ وَقُوتِ عِيَالِهِ يَوْمَ الْعِيدِ كم في «شرح صحيح مسلم» للنووي (7/59).
وقد خالفت الحنيفة وقالوا :لا تجب صدقة الفطر إلا لمن ملك النصاب لحديث «لَا صَدَقَةَ إِلَّا عَنْ ظَهْرِ غِنًى».رواه أحمد في «المسند» (7155) عن أبي هريرة .
3-أن صدقة الفطر على المسلم دون الكافر لأن صدقة الفطر طهرة للصائم وتزكية له والكافر لا يتطهر ولايتزكى .
وفي «صحيح البخاري» (1503)،و «صحيح مسلم»  (984)عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: «فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى العَبْدِ وَالحُرِّ، وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى، وَالصَّغِيرِ وَالكَبِيرِ مِنَ المُسْلِمِينَ، وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلاَةِ». فنص في الحديث على المسلمين .
4-مصرف صدقة الفطر المساكين  دون غيرهم من  مصارف الزكاة  .
5-وقت وجوب إخراج صدقة الفطر قبل صلاة العيد، وأن صدقة الفطر تفوت بصلاة العيد .
6-أن الصائم قد يرتكب ما يُسبِّب نقص صيامه .
7-فضل صدقة الفطر والحكمة من شرعيتها أنها  تطهير للصائم وكفارة لذنوبه من اللغو والرفث ،وطعمةً للمساكين .
واللغو الكلام الباطل .
والرفث  قَالَ ابْنُ الْأَثِيرِ: الرَّفَثُ هُنَا: هُوَ الْفُحْشُ مِنْ الْكَلَامِ .


وهذا من رحمة الله سبحانه فقد حث الصائم على تجنب المعاصي والمحافظة على صيامه من النقص ،ثم شرع ربنا صدقة الفطر كفارةً لما قد يحصل من نقص الأجر ،فصدقة الفطر كالاستغفار تمحو الذنوب في شهر رمضان  للصائم .