صيانة العلم
العلم يحتاج إلى صيانة ومحافظة عليه.
يحتاج إلى صيانة من المعاصي ،يحتاج إلى صيانة من
سوء الأدب وقلة الحياء، يحتاج إلى صيانة من الكِبْر والفخر والغرور.
يحتاج إلى صيانة من جميع أنواع
المعاصي .
ومن صان علمَه صانَه علمُه ،فالعلم لا
يصون إلا من صانه.
قال القاضى أَبُو الْحسن على بن عبد
الْعَزِيز الجُرجانى رحمه الله:
وَلوْ أنَّ أهْلَ العِلمِ صانُوهُ
صانهُمْ * * * وَلَوْ عظَّموه في النفوس لَعُظِّما
ولكن أذلوه جهارا ودنَّسوا *** محيَّاه
بالأطماع حتى تجهما
والعمل بالعلم والتأدب بالعلم من
صيانة العلم ومن أسباب بركة العلم.
ومن لا يعمل بعلمه يعرض نفسه للعقوبة وللوعيد
ففي «صحيح البخاري» (7047،1143)
عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،عَنِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الرُّؤْيَا، قَالَ: «أَمَّا الَّذِي يُثْلَغُ
رَأْسُهُ بِالحَجَرِ، فَإِنَّهُ يَأْخُذُ القُرْآنَ، فَيَرْفِضُهُ، وَيَنَامُ عَنِ
الصَّلاَةِ المَكْتُوبَةِ».
وكما أن العمل بالعلم من صيانة العلم
فإن ترك العمل به يعد من هجر العلم والقرآن.
ومن صيانة العلم :عدمُ تعريضه للذلة
والإهانة فبعض الناس يذل العلم بالتذلل للأغنياء والأمراء والتسوُّل وهذا
فيه تعريض العلم للذلة والإهانة وإن كان بعضهم لا يشعر بذلك .
فمن صان علمَه وحافظ عليه صانه علمُه .
أي: من صان العلم فإن العلمَ حِصْنٌ له ووقاية بإذن الله من الزلل ومن المعاصي والانحراف.
وأخرج ابن عبدالبرفي«جامع بيان العلم
وفضله» (1/511) من طريق الرَّبِيعِ بْنِ سُلَيْمَانَ
قَالَ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ رَحِمَهُ اللَّهُ يَقُولُ: «مَنْ حَفِظَ الْقُرْآنَ
عَظُمَتْ حُرْمَتَهُ، وَمَنْ طَلَبَ الْفِقْهَ نَبُلَ قَدْرُهُ، وَمَنْ عَرَفَ
الْحَدِيثَ قَوِيَتْ حُجَّتُهُ، وَمَنْ نَظَرَ فِي النَّحْوِ رَقَّ طَبْعُهُ، وَمَنْ
لَمْ يَصُنْ نَفْسَهُ لَمْ يَصُنْهُ الْعِلْمُ».
والأثر صحيح ،وله طرق .
وصيانة النفس عن الأخلاق الرذيلة هي
من صيانة العلم.
ومن كلام الوالد الشيخ مقبل الوادعي
رَحِمَهُ اللَّهُ: يجب أن نتقي الله في الدعوة ولا نعرضها للإهانة.
هذا الأدب والخُلُق من حِلْيةِ الطالب
وزينته .
هذا الأدب الاتصاف به يثمرُ بركةَ
العلم والانتفاع بالعلم .
هذا الأدب التحلِّي به سعادة وتوفيق
عظيم .
فنسأل الله الإعانة .
إذا لم يكن عونٌ من الله للفتى***فأول
ما يجني عليه اجتهاده
