جديد المدونة

جديد الرسائل

الثلاثاء، 7 يونيو 2016

(10)مِنْ أَحْكَامِ الصِّيَامِ

                       من آداب الصيام

التحلي بالتقوى

قال تعالى:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة:183].

في الآية الكريمة الحكمة من فرض صيام رمضان وهو تحقق تقوى الله.

فالصيام من تقوى الله عزوجل ،وعون على تقوى الله سبحانه.

تجنب الكلام السيء القبيح

 روى البخاري (1904) ومسلم (1151) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قَالَ اللَّهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ، إِلَّا الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ»الحديث.
(جُنَّةٌ) أي: وقاية عن النار ،ووقاية عن الذنوب.

 فالصيام يحفظ بإذن الله الجوارح ،ويحفظ القلب عن المعاصي.

وهذا من فضائل الصوم .

(فَلاَ يَرْفُثْ) قال ابن عبدالبر في الاستذكار(3/373):الرَّفَثُ هُنَا الْكَلَامُ الْقَبِيحُ وَالشَّتْمُ وَالْخَنَا وَالْغَيْبَةُ وَالْجَفَاءُ وَأَنْ تُغْضِبَ صَاحِبَكَ بِمَا يَسُوءُهُ وَالْمِرَاءُ وَنَحْوُ ذَلِكَ كُلِّهِ .اهـ.

(وَلاَ يَصْخَبْ) قال السندي في حاشيته على سنن النسائي(4/164) :أَيْ لَا يرفع صَوته وَلَا يغْضب على أحد.اهـ.

وفي «صحيح البخاري» (6057) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ وَالجَهْلَ ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ» .

تجنب المعاصي

 ثبت في «مسند أحمد» (8856) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الْجُوعُ وَالْعَطَشُ، وَرُبَّ قَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ قِيَامِهِ السَّهَرُ». والحديث في «الصحيح المسند» (2/135) لوالدي رَحِمَهُ اللَّهُ.

(رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الْجُوعُ وَالْعَطَشُ) يعني: ليس له نصيب في أجرصيامه إلا في الجوع والعطش؛ لأنه لم يُصَوِّمْ جوارحه.

(وَرُبَّ قَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ قِيَامِهِ السَّهَرُ) لنقص الإخلاص أو الخشوع .

الصيام نوعان

 صيام حسي: وهوإمساك المكلف عن جميع المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنية التعبد لله.

صيام معنوي: وهو صيام الجوارح عن المعاصي .

وصيام الجوارح أشد وأشق من الصيام الحسي ،ولهذا بعض الناس يكون صوَّامًا ،لكنه لا يحفظ لسانه، ولا يحفظ سمعه وبصره ،وسائر جوارحه .

فينبغي للصائم أن يحافظ على جهده وعبادته حتى يكون أجره تامًّا بفضل الله عَزَّ وَجَلَّ.
فيصون لسانه عن الكذب والسب والغيبة والنميمة والزور والنفاق ورفع الصوت والخصام والمنازعة وسائر الأخلاق الرذيلة.

ويحرص على طهارة قلبه من الأوساخ والغل والحقد والعداوة.

ويحافظ على جوارحه من فعل الآثام وغضب رب العالمين.

ليتحقق فيه تقوى الله عَزَّ وَجَلَّ، ويَسلم له صيامه من النقص .

ومن آداب الصيام 

أن الصائم ينبغي أن يُرى آثار الصيام عليه من الخشية  والتواضع والسكينة

والمسابقة إلى الخير والصبر وتحمُّل المشاق والمكاره.

 وهذه الآداب تحتاج إلى مجاهدة عظيمة للنفس وللشيطان الرجيم .

وما أحسن كلام ابن القيم في مفتاح دار السعادة (1/109)إذ يقول:المكارم منوطة بالمكاره .اهـ.

فعلى الصائم أن يشعر بمنزلة الصوم ومنزلة هذا الشهر العظيم ويتأدب بآداب الصيام لينتفع ويحظى بالأجور والدرجات الرفيعة .