جديد المدونة

جديد الرسائل

الأحد، 29 مايو 2016

(6)مِنْ أَحْكَامِ الصِّيَامِ

          
الذي يضعفه صوم النافلة عن طلب العلم

 روى أبوعبيد في «فضائل القرآن» (ص:62) من طريق أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: 

قِيلَ لِعَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه:

إِنَّكَ لَتُقِلُّ الصَّوْمَ؟
 قَالَ: «إِنَّهُ يُضْعِفُنِي عَنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ، وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ».والأثر صحيح .

والسلف يرون أن طلب العلم أفضل من نافلة الصوم وغيره من النوافل .
لأن العلم نور وهدى وسعادة فمن مشى إلى طريق من غير نور لا يأمن الهلاك .

قال الشَّافِعِيُّ رحمه الله: «طَلَبُ الْعِلْمِ أَفْضَلُ مِنْ صَلَاةِ النَّافِلَةِ».
أخرجه الخطيب في «شرف أصحاب الحديث» (ص:113) بسند صحيح .

وقد كان من السلف من يستعين بالصوم على طلب العلم.

روى الخطيب في «جامعه» (180)من طريق وكيع عن إبراهيم بن إسماعيل قال: كان أصحابنا يستعينون على طلب الحديث بالصوم.

هذا أثر صحيح.

والتوفيق بيد الله .


وهنا تفصيل في المسألة  للحافظ ابن حجر رحمه الله في «فتح الباري» تحت رقم (7297)قال: وَالْإِنْصَافُ أَنْ يُقَالَ :
كُلَّمَا زَادَ عَلَى مَا هُوَ فِي حَقِّ الْمُكَلَّفِ فَرْضُ عَيْنٍ فَالنَّاسُ فِيهِ عَلَى قِسْمَيْنِ:
 مَنْ وَجَدَ فِي نَفْسِهِ قُوَّةً عَلَى الْفَهْمِ وَالتَّحْرِيرِ فَتَشَاغُلُهُ بِذَلِكَ أَوْلَى مِنْ إِعْرَاضِهِ عَنْهُ وَتَشَاغُلِهِ بِالْعِبَادَةِ لِمَا فِيهِ مِنَ النَّفْعِ الْمُتَعَدِّي.
 وَمَنْ وَجَدَ فِي نَفْسِهِ قُصُورًا فَإِقْبَالُهُ عَلَى الْعِبَادَةِ أَوْلَى لِعُسْرِ اجْتِمَاعِ الْأَمْرَيْنِ.
 فَإِنَّ الْأَوَّلَ: لَوْ تَرَكَ الْعِلْمَ لَأَوْشَكَ أَنْ يُضَيِّعَ بَعْضَ الْأَحْكَامِ بِإِعْرَاضِهِ.

 وَالثَّانِي: لَوْ أَقْبَلَ عَلَى الْعِلْمِ وَتَرَكَ الْعِبَادَةَ فَاتَهُ الْأَمْرَانِ لِعَدَمِ حُصُولِ الْأَوَّلِ لَهُ وَإِعْرَاضِهِ بِهِ عَنِ الثَّانِي وَاللَّهُ الْمُوَفِّقُ .