جديد الرسائل

السبت، 27 فبراير 2016

كلماتٌ مختصرة عن حياة معلمي وشيخي الوالد الشيخ مقبل رحمه الله


تمسكه بالسنة :سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لن نتركها ولو 

تعاضضنا بالأسنان .

فرحه بنشر السنة :من فضل الله السنة تمشي أمامنا، ونحن نمشي بعدها .

وكان يقول : التمسك بالسنة أمان من الضلال .

من ورعه في الفتوى :  ذكر لي رحمه الله أن طالبا سأله بعد الدرس فأبى أن يجيبه وقال :فِكْري مشوَّش الآن ، أتريد أن أجيبك بالخطأ .
من محاسبته لنفسه :سمعته يقول : أول ما ظهرت عندي أوَّلَ شيبةٍ قلت: الله المستعان ماذا قد قدَّمتَ للإسلام .
من صبره :صبره على أعداء الدعوة من شيعة ،وإخوان –أعني الإخوان المسلمين -وصوفية ،وجماعة تبليغ، وسرورية وغيرهم ممن ينتسب إلى الإسلام وغيرهم كالشيوعية، والعلمانية ،والمكارمة الإسماعيلية، والناصرية .
 صبره على شظف العيش حتى إنه كان إذا جاءه الزائر في أول الدعوة يحتاج أن يقترض من بعض أقربائه لإكرامه، وقد لا يجد .
 صبره على العلم وتحصيله فهو ما بين بحثِ وتأليف ودعوةٍ وتعليمٍ .


صبره على المرض:كان يقول: آمنت بالقدر .
وفي مرضه الأخير يقول الأطباء: لو كان هذا المرض في غيرك لكان طريحًا على الفراش.
وكان رحمه الله إذا كان مريضًا يسلِّي على من يعوده، وعلى أقربائه كأنه المعافَى ونحن المرْضَى. وهذا من ثمار العلم النافع، ومن ثمار الصدق والإخلاص، والبركة من الله.

نحن ربما نُلقى على الفراش بسبب الزُّكام . نسأل الله أن يرحمَنَا.

من محبته للعلم
العلم عندنا أرفع من الكراسي .
يعني من المُلك والرئاسة .
ويقول :ما أحسن العلم أحسن من المُلْك، وأحسن من الرئاسة ، وأحسن من النساء الجميلات .
يقولُ رحمه الله : إذا فتحتُ صحيح البخاري أو صحيح مسلم فقلت : حدثنا فلان عن شعبة  أنسى جميع مشاكلي .

قلت :وهذا يَشعرُ به من ذاق حلاوة العلم ،أن العلم يُنسي المشاكل .

لَهَا أَحَادِيثُ مِنْ ذِكْرَاكَ تَشْغَلُهَا ... عَنِ الشَّرَابِ وَتُلْهِيهَا عَنِ الزَّادِ
لَهَا بِوَجْهِكَ نُورٌ تَسْتَضِيءُ بِهِ ... وَمِنْ حَدِيثِكَ فِي أَعْقَابِهَا حَادِي
إِذَا شَكَتْ مِنْ كَلَالِ السَّيْرِ أَوْعَدَهَا ... رُوحُ الْقُدُومِ فَتَحْيَا عِنْدَ مِيعَادِ

ومشاكله رحمه الله كثيرة لأنه مجاهد للشيطان ومجاهد لأهل السوء والباطل من شركيات وخرافات وحزبيات ،ومجاهد في النفاح عن السنة والغيرة عليها .
وقال شيخ الوالدِ السيدُ الحكيم المصري رحمه الله -وهذا في شريط مناقشة رسالة الماجستير وهو مفرَّغٌ مطبوعٌ في غارة الأشرطة (2/336 ) - يقول : أيها الإخوة إنني باعتباري مشْرِفاً على هذا الطالب وقد خبْرتُه أكثر من غيره عدَّة سنوات أُصرح بأنني لو استقبلتُ من أمري ما استدبرت لأشرت على الشيخ مقبل صاحب هذه الرسالة (الإلزامات والتتبع) بأن يُقْصِرَ بحثه على أحد الموضوعين لينال به شهادة الماجستير ويدخر الموضوع الثاني لينال به شهادة الدكتوراة فيجعل الماجستير للإلزامات ويجعل الدكتوراة للتتبع .
لكنه لا ينظر إلى الشهادة وهو لا يُقَيِّمُ العالَم بشهادته وإنما ينظر إلى العلم بحد ذاته فهو رجلٌ يفي بوعده ،رجلٌ لا نملكه في هذا العصر،  الطلبة معظمهم أو كثير منهم ينظر إلى العلْم حتى يأخذ الشهادة من الجامعة ويمضي عليها رئيس الجامعة يعني أن هذا الطالب نجح لكنَّ مقبلاً لا ينظر إلى هذا أبداً وقد صرَّح بذلك عدة مرات وقال : أنا لا أنظر إلى الشهادة وأنا أُفَكِّرُ بأني لا أحضر المناقشة فقلت له : إياك ألاَّ تحضر لا بُدَّ أن تحضرَ قال : هذا أنا لا أحبه ولا أحب النقاش ولا أحب كذا فألزمته أن يحضرَ المناقشة حتى يأخذ هذا المجهود صبغَتَهُ الرسمية وحتى ينال الدرجة التي يستحقها .اهـ المراد .
ما أعظمها من كلمة : (وإنما ينظر إلى العلم بحد ذاته فهو رجلٌ يفي بوعده رجلٌ لا نملكه في هذا العصر) .
من شجاعته :كثرة ردوده مع حكمةٍ وملازمةٍ للحق وكان يقول: الذي يهاب الناس ما يردُّ عليهم ،ولا يتكلم بالحق .
ويقول: مخالفةُ الناس تحتاج إلى شجاعة .
ويقول : ليس رغبة منا أن نتكلم في الناس ولكنه الدين ،وقد كان السلف لا يحابون أحدًا ومنهم من كان يتكلم في أقربائه .
وله قصص في شجاعته ، لعلنا إن شاء الله نذكرها لاحقًا .
عدم مبالاته بالمثبطين : يقولأتى مرة الشيطان فقال لي: أنت لا تصلح لطلب العلم ، أنت لا تصلح إلا للمسحة والزنبيل، فأعرضت.
وكان يُحَذِّرُ  طلابه من المثبطين عن العلم  .
من حِلْمه  :قيل له يتكلَّم فيك بعض الناس فقال : مايضر ذنوبي أكثر .
من زهده : جاء إليه واحدٌ بشيء للدعوة وقال:هذا من مجموعة من الإخوة اتفقوا على أن يخرج كل واحدٍ منهم مبلغا ثم تُرْسل إليكم .
فقال : هذه المرة قد وصلتْ ولا نحتاج إلى ذلك مرةً أخرى .
من مزاحه : كانوا في سفر فكان يذاكر رفقته فما أجابوا في بعض الأشياء فقال: ماشاء الله عليكم يارجال فقال واحدٌ منهم من شدَّةِ حُزنه :والله ما نحن رجال .
فكان يذكره لنا ويضحك .
تواضعه وخدمته
وكان يخدم نفسه وإذا خدمناه يدعو لنا ما علمت أني خدمته وما دعا لي وكان من أدعيته ،جزاك الله خيرا ،جزاك الله الجنة،بيَّض الله وجهك ،حتى إني مرَّة ما استساغت نفسي دعاء بيض الله وجهك لأنا نعرفه يقوله العوام ،وأيضا كنت صغيرة .فقال وربي دعاءٌ طيب { يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} .
ويخدم الدعوةَ بكل ما يستطيع ، وكان يوجد خزَّان أرضي للدعوة والناس قلة وكان يدخل في جوفه وينظفه الساعات،وأنا صغيرةحوله ،وما كنت أرى أحدًا من الطلاب -وهم نفر يسير -أوغيرهم يساعده .
وكان يجعل أيامًا لنظافة دارالحديث وما حول الدار  ويكون في مقدمتهم ،والطلاب يتفاعلون إذا رأوه فيتساعدون وتستمر النظافة بعض الساعات .
من خوفه لربه : نخشى أن الناس يدخلون الجنة ونحنُ عند الأبواب ،أو قد ذُهِبَ بنا إلى كذا وكذا .والعياذ بالله .


هذه لَمْحَةٌ سريعةٌ عن حياة والدي رحمه الله ،وأسأل الله أن يجزيه خيرًاوأن يرحمه وأن يخلف على الإسلام بخير.