جديد الرسائل

الاثنين، 29 فبراير 2016

(86) مِنْ مَرْوِيَّاتِيْ عَنْ وَالِدِيْ العَلَّامَةِ الرَّبَّانِيْ مُقْبِل بنْ هَادِيْ الوَادِعِيْ رَحِمَهُ الله

                             
                            الصلاةُ في النَّعلَيْنِ

 روى البخاري ومسلم في صحيحيهماﻋَﻦْ ﺃَﺑِﻲ ﻣَﺴْﻠَﻤَﺔَ ﺳَﻌِﻴﺪِ ﺑْﻦِ ﻳَﺰِﻳﺪَ ﻗَﺎﻝَ: ﺳَﺄَﻟْﺖُ ﺃَﻧَﺲَ ﺑْﻦَ ﻣَﺎﻟِﻚٍ: ﺃَﻛَﺎﻥَ اﻟﻨَّﺒِﻲُّ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ  ﻳُﺼَﻠِّﻲ ﻓِﻲ ﻧَﻌْﻠَﻴْﻪِ؟ ﻗَﺎﻝَ: ﻧَﻌَﻢْ .
وروى أبو داود (652)عن ﺷَﺪَّاﺩِ ﺑْﻦِ ﺃَﻭْﺱٍ ، ﻗَﺎﻝَ: ﻗَﺎﻝَ ﺭَﺳُﻮﻝُ اﻟﻠَّﻪِ ﺻَﻠَّﻰ اﻟﻠﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ: «ﺧَﺎﻟِﻔُﻮا اﻟْﻴَﻬُﻮﺩَ ﻓَﺈِﻧَّﻬُﻢْ ﻻَ ﻳُﺼَﻠُّﻮﻥَ ﻓِﻲ ﻧِﻌَﺎﻟِﻬِﻢْ، ﻭَﻻَ ﺧِﻔَﺎﻓِﻬِﻢْ».
وأخرجه ابن حبان كما في موارد الظمآن (1/107) بلفظ "خَالِفُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى فَإِنَّهُمْ لَا يُصَلُّونَ فِي خِفَافِهِمْ وَلا فِي نعَالهمْ".
يقول رحمه الله : فيه استحباب الصلاة في النعال  .
وكان رحمه الله  يحثُّ الطلاب على الصلاة في نعالهم مع الالتزام بآداب الصلاة في النعال .
وقال ذات مرة(إلا يوم الجمعة وأستغفر الله) .
قلت: استثنى يوم الجمعة ﻷنه يحضر يوم الجمعة جمعٌ كبير وفيهم العوام والجهال ،وقد يكون في الصلاة في النعال فتنة .
 وكان رحمه الله ينبه الطلاب أنه إذا كان الصلاة في النعال سيؤدي إلى فتنة فيجتنب.وأن الداعي إلى الله يكون حكيما لا يثير فتنة ، ويقول هذا سنة ،فإن الصلاة بدون نعال جائزة .هذا ما استفدناه من والدي رحمه الله .
وهناك رسالة له  (شرعية الصلاة في النعال).
ومرَّةً كان رجل من العوام من أقربائنا ينكرهذا لكن عنده استسلام فقال للوالد: هاتِ دليلًا من القرآن على الصلاة في النعلين ونحن نسكت فسكت الوالد قليلًا وكان واقفًا ثم قال :{ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى }.فقال: أما الآن صلوا كيفما شئتم .اهـ.
قلت :لا إله إلا الله ،العوام ما يفهمون الدليل ،وكان هذا قديمًا.
وكان رحمه الله يبين أن من آداب الصلاة في النعال إزالة ما بها من أذى لأن الله يقول ﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوّوَالْآصَالِ﴾.[النور : 36].
ولما روى أبوداود (650) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أن النبي صلى الله عليه وسلم ﻗَﺎﻝَ: " ﺇِﺫَا ﺟَﺎءَ ﺃَﺣَﺪُﻛُﻢْ ﺇِﻟَﻰ اﻟْﻤَﺴْﺠِﺪِ ﻓَﻠْﻴَﻨْﻈُﺮْ: ﻓَﺈِﻥْ ﺭَﺃَﻯ ﻓِﻲ ﻧَﻌْﻠَﻴْﻪِ ﻗَﺬَﺭًا ﺃَﻭْ ﺃَﺫًﻯ ﻓَﻠْﻴَﻤْﺴَﺤْﻪُ ﻭَﻟْﻴُﺼَﻞِّ ﻓِﻴﻬِﻤَﺎ " .

قلت :وقد ذهب إلى استحباب الصلاة في النعال الشوكاني في نيل الأوطار (2/153) فقد ذكر الأقوال وناقش المسألة ثم قال : وَهَذَا أَعْدَلُ الْمَذَاهِبِ وَأَقْوَاهَا عِنْدِي.
وقال الشيخ الألباني رحمه الله في أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (1/109) عن حديث أبي سعيد  في الباب:قال الشيخ أحمد الطحطاوي في" حاشيته على مراقي الفلاح " (1/93) :
" فيه دليل على استحباب الصلاة في النعال الطاهرة، وهو منصوص عليه في
المذهب ". اهـ.
وقال الشيخ الألباني رحمه الله عن حديث خالفوا اليهود ..وهذا الحديث يفيد استحباب الصلاة في النعال؛ لأنه أمر بذلك، وعلَّله بمخالفة اليهود.

رحم الله علماءنا وحفظ أحياءهم .