من علاماتِ أهل البدع الخروج على الحُكَّام
أخرج الدارمي في سننه(100)والآجري في الشريعة (135)
عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، قَالَ: «مَا ابْتَدَعَ رَجُلٌ بِدْعَةً إِلَّا
اسْتَحَلَّ السَّيْفَ» .والأثر صحيح .
أي الخروج على الحكام
الظلمة .وهذا من آثار ومساوئ البدع .
فلايخرج على ولاة اﻷمور إلامن كان على بدعة، أما من كان
على سنة فإنه أبعد الناس عن الخروج على الحكام .
وكل من خرج على الحاكم الظالم فعنده نزعةٌ خارجية معتزلية سواء من الشيعة أو من الإخوان
المسلمين أو غيرهم .
وهذه طريقة من أبرز صفات أهل البدع الذميمة
الخروج على الحكام الظلمة وحث الناس على ذلك .وهذا مخالف للشرع ،ومخالف للعقيدة
الصحيحة .
قال الطحاوي رحمه الله في العقيد الطحاوية : وَلَا نَرَى الْخُرُوجَ عَلَى أَئِمَّتِنَا وَوُلَاةِ أُمُورِنَا، وَإِنْ
جَارُوا، وَلَا نَدْعُو عَلَيْهِمْ، وَلَا نَنْزِعُ يَدًا مِنْ طَاعَتِهِمْ،
وَنَرَى طَاعَتَهُمْ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَرِيضَةً، مَا لَمْ
يَأْمُرُوا بِمَعْصِيَةٍ، وَنَدْعُو لَهُمْ بِالصَّلَاحِ وَالْمُعَافَاةِ .
النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالسمع والطاعة للإمام وحذَّر
من الخروج عليه وأمر بالصبر على جوره وأمر بضرْبِ عنق من خرج على ولي الأمر.
روى البخاري(3793) عن أنس بن مَالِكٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لِلْأَنْصَارِ: «إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً، فَاصْبِرُوا حَتَّى
تَلْقَوْنِي وَمَوْعِدُكُمُ الحَوْضُ».
وأخرج الإمام مسلم في صحيحه (1846)عن وائل بن حجر الحضرمي رضي الله عنه قَالَ: سَأَلَ سَلَمَةُ
بْنُ يَزِيدَ الْجُعْفِيُّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ قَامَتْ عَلَيْنَا أُمَرَاءُ
يَسْأَلُونَا حَقَّهُمْ وَيَمْنَعُونَا حَقَّنَا، فَمَا تَأْمُرُنَا؟ فَأَعْرَضَ
عَنْهُ، ثُمَّ سَأَلَهُ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ سَأَلَهُ فِي الثَّانِيَةِ أَوْ
فِي الثَّالِثَةِ، فَجَذَبَهُ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ، وَقَالَ: «اسْمَعُوا
وَأَطِيعُوا، فَإِنَّمَا عَلَيْهِمْ مَا حُمِّلُوا، وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ».
وما خرج أحد على إمامه إلاوفتح باب فساد
وشر أكثر وأعظم مما كانت عليه البلاد من قبل ،سفك دماء، وزعزعة أمن ،وتعطيل المساجد، وتعطيل إقامة شعائر الله، وتعطيل المصالح الدينية والدنيوية .
وأهل البدع شؤم على العبادوالبلاد
في دعوتهم وفي تعليمهم وفي ثوراتهم وإبعاد الناس عن التمسك بدينهم وصدق الرسول صلى
الله عليه وعلى آله وسلم يقول: إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الْأَئِمَّةُ
الْمُضِلِّينَ.أخرجه ابن أبي عاصم في
السنة .
وما يحصل من الثورات والخروج على ولي الأمر ،وإيقاد نار الفتن ،هو بسبب
الجهل بالعقيدة الصحيحة عقيدة السلف الصالح .
فتعلُّم العقيدة من منبعها الصافي حِصنٌ من الفتن ،وأمنٌ
وأمانٌ ،وسعادة عظيمة في الأُولى والأُخرى .
وهذا مما يتحتَّم علينا أن نتعلَّم العقيدة عقيدة الأنبياء
والمرسلين لنفوزَ بالجنة ونسلك طريقَ النجاة في وقتٍ الفتن فيه كقطع الليل المظلم .