جديد المدونة

جديد الرسائل

الجمعة، 1 يناير 2016

حُكْمُ التمثيلِ

تابع/ سلسلة الفوائد ..


مجيءُ  جبريلَ - عليه الصلاة والسلام – إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في صورة

رجل فيه شُبْهَةٌ للإخوان المسلمين، ومن كان على شاكلتهم في إباحة التمثيل وهذا غلطٌ ومنكر،

فجبريل - عليه الصلاة والسلام - الله سبحانه وتعالى هو الذي يجعله على صورة رجُل مؤانسةً

النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم .

وقد وردت الأدلةُ بتحريم التمثيل،

 ومن ذلك ما جاء في مُسند أحمد عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ  أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى

اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، رَجُلٌ قَتَلَهُ نَبِيٌّ، أَوْ قَتَلَ نَبِيًّا، وَإِمَامُ ضَلَالَةٍ،

وَمُمَثِّلٌ مِنَ الْمُمَثِّلِينَ» . الحديث حسن، 

وهو يدل على أن التمثيل كبيرة من كبائر الذنوب.

وفي سنن أبي داود عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: وَحَكَيْتُ لَهُ: أي حكت له فعلًا. فالنبي ـ صلى الله عليه

وعلى آله وسلم ـ أنكر و قال: (مَا أُحِبُّ أَنِّي حَكَيْتُ إِنْسَانًا وَأَنَّ لِي كَذَا وَكَذَا)  .

قال صاحِبُ عونِ المعبود : (وَحَكَيْتُ لَهُ) لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِنْسَانًا) أَيْ فَعَلْتُ مِثْلَ فِعْلِهِ

تَحْقِيرًا لَهُ يُقَالُ حَكَاهُ وَحَاكَاهُ وَأَكْثَرُ مَا يُسْتَعْمَلُ فِي الْقَبِيحِ الْمُحَاكَاةُ (فَقَالَ) أَيِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

وَسَلَّمَ (مَا أُحِبُّ أَنِّي حَكَيْتُ إِنْسَانًا) أَيْ مَا يَسُرُّنِي أَنْ أَتَحَدَّثَ بِعَيْبِهِ أَوْ مَا يَسُرُّنِي أَنْ أُحَاكِيَهُ بِأَنْ

أَفْعَلَ مِثْلَ فِعْلِهِ أَوْ أَقُولَ مِثْلَ قَوْلِهِ عَلَى وَجْهِ التَّنْقِيصِ . اهـ

هذه المسألة مما يعتبرها الإخوانُ المسلمون من وسائل الدعوة وهي محرَّمة .

ويشتمل على محرمات كالكذب، وتشبه الرجال بالنساء والعكس .

فالتمثيل لايجوز مثلًا: يمثِّل الصحابة، أو يمثل غزوة من الغزوات، أو يمثِّل الشيطان

كيف يغوي العباد؟  .

  والدعوة لاتُنصر بالمعصية، المعصية من أسباب الخذلان في السيرـ والعياذ

بالله ـ وإنما يُنصَرُ الدين بالاستقامة على شرعِ اللهِ ودِيْنِه قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ

تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}[محمد:7] .


يقول الوالِدُ رحمه الله في كتابه تحفة المجيب 366:وأخوف ما نخاف على أنفسنا وعلى دعوتنا من 

ذنوبنا .اهـ

وقد كان والدي رحمه اللهُ يحثُّ بالرُّجوع في هذهِ المسألة إلى كتابِ الشيخ بكر (حكم التمثيل ) .