جديد الرسائل

الأحد، 10 يناير 2016

(7) سِلْسِلَةُ التَّفْسِيْر



قال تعالى : ﴿وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ

لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا [الإسراء:80] .

قال بعضُ المفسرين في هذه الآيةِ الكريمة : { مُخْرَجَ صِدْقٍ }خُرُوجُهُ صَلَّى اللَّهُ

عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ، و { مُدْخَلَ صِدْقٍ } دُخُولُهُ الْمَدِينَةَ .

قال ابنُ القيم رحمه الله تعالى في مدارِجِ السالكين (2/ 260)وَلَا رَيْبَ أَنَّ هَذَا عَلَى سَبِيلِ التَّمْثِيلِ. فَإِنَّ هَذَا الْمُدْخَلَ وَالْمُخْرَجَ مِنْ أَجَلِّ مَدَاخِلِهِ وَمَخَارِجِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَإِلَّا فَمَدَاخِلُهُ كُلُّهَا مَدَاخِلُ صِدْقٍ، وَمَخَارِجُهُ مَخَارِجُ صِدْقٍ. إِذْ هِيَ لِلَّهِ وَبِاللَّهِ وَبِأَمْرِهِ، وَلِابْتِغَاءِ مَرْضَاتِهِ .
وَمَا خَرَجَ أَحَدٌ مِنْ بَيْتِهِ وَدَخَلَ سُوقَهُ - أَوْ مُدْخَلًا آخَرَ - إِلَّا بِصِدْقٍ أَوْ بِكَذِبٍ، فَمُخْرَجُ كُلِّ وَاحِدٍ وَمُدْخَلُهُ: لَا يَعْدُو الصِّدْقَ وَالْكَذِبَ. وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ . اهـ
فالآية عامة في جميع أنواع الصدق، الصدق في العقيدة، الصدق في الاستقامة، الصدق في الثبات، الصدق في السَّيْر، الصدق في حسن النية.
﴿وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وأخرجني من كيد الكائدين ومن الشر والمصائب .
فالآية عامة وهذا التفسير إنما هو بالمثال  فهجرة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من مكةَ ودُخُولُهُ المدينة  داخلٌ في الآية الكريمة .
 وهذا الدُّعاءُ من أعظم الأدعية ،ومنَ الأدعيةِ الجامعة ، التي يغفل عنها بعض الناس، وممكن يقال أحيانًا عند الخروج، وعند السفر ولكن لا يخصَّصُ بوقْتٍ مُعيَّن .
 بعض الناس إذا أراد أن يقدم على شيء يخصِّص هذا الدعاء، إذا أراد أن يسافر، أو يبني بيتًا، أو أراد أن يخرج،  أو يختبِر  يخصِّص ذلك .

والتَّخْصِيْصُ ممنُوعٌ  لأنَّ العباداتِ توقيفية .