جديد المدونة

جديد الرسائل

الأحد، 27 ديسمبر 2015

(2) سِلْسِلَةُ التَّوْحِيْدِ والعقِيْدَةِ .

                         

                             أَقْسَامُ الشِّرْكِ بالله سبحانه 


الشرك بالله سبحانه وتعالى  قسمان:

 شركٌ أكبرُ وشركٌ أصغر .

الشرك الأكبر: مساواةُ غير الله بالله سبحانه فيما هو خاصٌ بالله  كما قال سبحانه عن 

أهل النار (تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (97) إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ(98) 

[الصافات] .

وصاحِبُه من أهلِ النار الخالِدِين فيها قال تعالى {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ 

الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ } .

ومن أمثلَة الشركِ الأكبَر الذبحُ لغيرِ الله لقولِ الله تعالى {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} .

والنذر لغيرالله لأنه عبادة أمرَ اللهُ بالوَفَاء به فقال {وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ} .

ودعاءغيرالله ،والاستغاثة بالميت أو بالحي فيما لا يقدرُ عليه إلا الله لقوله تعالى 

{ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ 

قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ} .


الشرك الأصغر: مثل الحلف بغير الله سبحانه إذا لم يعتقد تعظيم المخلوق كتعظيمه لله 

أو أشد هذا يكون شركاً أصغر.

وصاحِبُهُ تحت المشيئة  .


 أما لو اعتقد تعظيمَ المخلوق كما يعظِّم اللهَ سبحانه وتعالى هُنا ساواه بالله يكون 

شِرْكاً أكبر.

 (أوأشد )أي أشدُّ من تعظيمه لله فهذا أيضَاً  شركٌ أكبَر.

 قال الشوكاني ـ رحمه الله تعالى ـ في نيل الأوطار شرح حديث علي ابن أبي طالب 

من كتاب الجنائز (ألا أدع قبرا مشرفاً إلا سويته ) ...إذَا تَوَجَّهَتْ عَلَيْهِ يَمِينٌ مِنْ جِهَةِ 

خَصْمِهِ حَلَفَ بِاَللَّهِ فَاجِرًا، فَإِذَا قِيلَ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ: احْلِفْ بِشَيْخِك وَمُعْتَقَدِكَ الْوَلِيِّ الْفُلَانِيِّ 

تَلَعْثَمَ وَتَلَكَّأَ وَأَبَى وَاعْتَرَفَ بِالْحَقِّ. وَهَذَا مِنْ أَبْيَنِ الْأَدِلَّةِ الدَّالَّةِ عَلَى أَنَّ شِرْكَهُمْ قَدْ بَلَغَ 

فَوْقَ شِرْكِ مَنْ قَالَ: إنَّهُ تَعَالَى ثَانِيَ اثْنَيْنِ أَوْ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ .


 و من أمثلةِ الشركِ الأصغر:  يسير الرياء.

قال ابنُ القيم رحمه الله في  مدارج السالكين (1/352) :وَأَمَّا الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ فَكَيَسِيرِ 

الرِّيَاءِ، وَالتَّصَنُّعِ لِلْخَلْقِ، وَالْحَلِفِ بِغَيْرِ اللَّهِ، وَقَوْلِ الرَّجُلِ لِلرَّجُلِ: مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ 

وَهَذَا مِنَ اللَّهِ وَمِنْكَ، وَإِنَّا بِاللَّهِ وَبِكَ، وَمَا لِي إِلَّا اللَّهُ وَأَنْتَ، وَأَنَا مُتَوَكِّلٌ عَلَى اللَّهِ وَعَلَيْكَ

ثمَّ قالَ : وَقَدْ يَكُونُ هَذَا شِرْكًا أَكْبَرَ، بِحَسَبِ قَائِلِهِ وَمَقْصِدِهِ  .اهـ

و الشرك الأصغر خطير فهو أكبر الكبائر بعد الشرك الأكبر .

 ولا يستطيعُ أحدٌ أنْ يُفَرِّقَ بينَ التوحيدِ الذي هو سعادتُه وفوزه ، وبين الشرك الذي 

هو  شقاوتُه وهلاكُه في الأولىوالأُخرى إلا بالعلم النافع ولهذا ربُّنا عزوجل يقول { 

فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ } .

فالواجِب علينَا أنْ نهتَمَّ بالتوحيدِ وأن نتعلَّمَهُ وأنْ نُحقِّقَ توحيدَ الله ،ومعنى

لا إله إلا اللهُ ،وأن نحذرَ الشركَ الذي لا يأْمَنُهُ أَحَدٌعلى نفسه فقد قال نبيُّ اللهِ إبراهيم 

عليه السلام{ وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ } . 

وكانَ والدي الشيخ مقبل رحمه الله يقول: يجب أنْ يُهْتمَّ بالتوحيد فإن الناس إذا 

استسلموا للتوحيدِ استَسْلَمُوا لغيرِهِ .


 جعلَنا الله من المُوَحِّدين المُخلصين .