جديد المدونة

جديد الرسائل

الجمعة، 31 يوليو 2015

من مميزات أهل السنةالحرص على الدليل / بحث علمي فقهي في حكم النحنحة في الصلاة.


                                                                     بسم الله الرحمن الرحيم
الوالد الشيخ مقبل رحمه الله يناقش شيعياً ويسأله الدليلَ .
ذكر الوالد الشيخ مقبل رحمه الله أنه تنحنح وهو يصلي فلما سلَّم قال له واحد أنت صلاتك باطلة .
قال الشيخ لماذا؟.
 قال :لأنك تنحنحت في الصلاة .
قال ما الدليل على أن صلاتي باطلة .
قال قال سِيْدِي فلان .
قال الشيخ: فذهبت إلى سِيْده فحدَّثته وقلتُ له ما الدليل؟.
 قال :النحنحة مُكَوَّنة من حرفين إح.
 فأعاد عليه الشيخ ما الدليل؟.
 فقال المفتي الشيعي للوالد: إنَّكم جهَلَة .
ثم صدرت فتوى أن مَن يصلي عن يمين الوالد فصلاته باطلة.
قال الوالد :ما كان يصلي أحد عن يميني خوفاً على صلاته من البطلان.
قلت:وكان هذا حين كانت السنة غريبة في اليمن وبالأخص في بلدة الوالد (دمَّاج)ثم رفع الله السنة ودَحَر وكْر التشيع النجس وصاروا ممقوتين وفي ذلة وعار.حتى كان الوالد رحمه الله يقول :التشيع كبِّر عليه أربعاً –يعني أنه مات- ما بقي إلاسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
حكم النحنحة في الصلاة.
إن كانت النحنحة في الصلاة لغير حاجة فهذا عبَث تُصانُ الصلاة عنه وقد روى البخاري في صحيحه (1216)عن ابن مسعودعن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم«إِنَّ فِي الصَّلاَةِ لَشُغْلًا».
وإن كا ن لحاجة فهذا جائز ولا كراهة فيه وقد فعله الإمام أحمد قال المرُّوذي كنت آتي أبا عبدالله –أي أحمدابن حنبل-فيتنحنح في صلاته لأعلم أنه يصلي .
وقال مُهَنَّا رأيت أباعبدالله يتنحنح في الصلاة .(المغني لابن قدامة) رقم المسألة 940.
وهناك ثلاثة أقوال في بطلان صلاة من تنحنح وهو يصلي ذكرها شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (22/616)
أَحَدُهَا: أَنَّهَا لَا تَبْطُلُ بِحَالِ وَهُوَ قَوْلُ أَبِي يُوسُفَ وَإِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ عَنْ مَالِكٍ؛ بَلْ ظَاهِرُ مَذْهَبِهِ.
واختاره شيخ الإسلام قال :  وَذَلِكَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنَّمَا حَرَّمَ التَّكَلُّمَ فِي الصَّلَاةِ والنَّحْنَحَةَ لَا تَدْخُلُ فِي مُسَمَّى الْكَلَامِ أَصْلًا فَإِنَّهَا لَا تَدُلُّ بِنَفْسِهَا وَلَا مَعَ غَيْرِهَا مِنْ الْأَلْفَاظِ عَلَى مَعْنًى وَلَا يُسَمَّى فَاعِلُهَا مُتَكَلِّمًا وَإِنَّمَا يُفْهَمُ مُرَادُهُ بِقَرِينَةٍ فَصَارَتْ كَالْإِشَارَةِ.
الثَّانِي :تَبْطُلُ بِكُلِّ حَالٍ وَهُوَ قَوْلُ الشَّافِعِيِّ وَأَحَدُ الْقَوْلَيْنِ فِي مَذْهَبِ أَحْمَد وَمَالِكٍ.
قالوا لأنَّهُ يَتَضَمَّنُ حَرْفَيْنِ وَلَيْسَ مِنْ جِنْسِ أَذْكَارِ الصَّلَاةِ .
الثَّالِثُ :إنْ فَعَلَهُ لِعُذْرِ لَمْ تَبْطُلْ وَإِلَّا بَطَلَتْ وَهُوَ قَوْلُ أَبِي حَنِيفَةَ وَمُحَمَّدٍ وَغَيْرِهِمَا .
وَقَالُوا: إنْ فَعَلَهُ لِتَحْسِينِ الصَّوْتِ وَإِصْلَاحِهِ لَمْ تَبْطُلْ قَالُوا: لِأَنَّ الْحَاجَةَ تَدْعُو إلَى ذَلِكَ كَثِيرًا فَرَخَّصَ فِيهِ لِلْحَاجَةِ اهـ المراد.
الحاصل أنه مباح ولا كراهة فيه للحاجة لأنه لا يعد كلاماً وفعله الإمام أحمد والوالد الشيخ مقبل .
وكان أيضاً يفتي بذلك .
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله في مجموع فتاواه (11/160): النحنحة والنفخ والبكاء كلها لا تبطل الصلاة ولا حرج فيها إذا دعت إليها الحاجة، ويكره فعلها لغير حاجة اهـ .
تنبيه : لا يستدل في هذه المسألة بما رواه ابن ماجة(3708) من طريق عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُجَيٍّ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: كَانَ لِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُدْخَلَانِ: مُدْخَلٌ بِاللَّيْلِ، وَمُدْخَلٌ بِالنَّهَارِ، فَكُنْتُ إِذَا أَتَيْتُهُ وَهُوَ يُصَلِّي «يَتَنَحْنَحُ لِي».
لأنه حديث ضعيف .قال البيهقي في سننه(2/350) هوحَدِيثٌ مُخْتَلَفٌ فِي إِسْنَادِهِ وَمَتْنِهِ، فَقِيلَ سَبَّحَ وَقِيلَ تَنَحْنَحَ، وَمَدَارُهُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نُجَيٍّ الْحَضْرَمِيِّ قَالَ الْبُخَارِيُّ فِيهِ نَظَرٌ وَضَعَّفَهُ غَيْرُهُ اهـ.
قلت :وعبارة البخاري فيه نظر تجريح شديد إلا أن البخاري كان لطيف العبارة  قال الذهبي في الموقظة ص83:أما قولُ البخاري: "سكتوا عنه"، فظاهِرُها أنهم ما تعرَّضوا له بجَرْحٍ ولا تعديلٍ. وعَلِمْنا مقصدَه بها بالاستقراء، أنها بمعنى: "تركوه".
وكذا عادَتُه إذا قال: "فيه نظر"، بمعنى أنه: "مُتَّهَم"، أو: "ليس بثقة". فهو عنده أسْوَأُ حالاً من: "الضعيف" اهـ.
وقال النَّسَائي: ثقة كما في تهذيب الكمال .لكنا نعود إلى القاعدة :إذا تعارض جرح مفسَّر وتعديل فالجرح المفسَّر مقدم على التعديل.
وأُعلّ أيضا بالانقطاع قال الحافظ في التلخيص الحبير (1/513)وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: لَمْ يَسْمَعْهُ عَبْدُ اللَّهِ مِنْ عَلِيٍّ، بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَلِيٍّ أَبُوهُ اهـ .
قلت : وأبوه نُجي الحضرمي مجهول عين ترجمته في تهذيب الكمال . وقال الذهبي في ميزان الاعتدال :لا يدرى من هو.
والحديث ضعفه الألباني والوادعي رحمهما الله .
والله أعلى وأعلم .
أم عبدالله الوادعية 1436/10/15.