جديد المدونة

جديد الرسائل

الخميس، 30 يوليو 2015

رسالتي في الحث على صلاة الضحى عدد ركعات صلاة الضحى


                                              بسم الله الرحمن الرحيم
صلاة الضحى سنةٌ مؤكدة أخرج مسلم في صحيحه (720)عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: «يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلَامَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنَ الضُّحَى».
الحديث فيه الحث على الإكثار من هذه الأمور من التسبيح والتحميد الخ وما أشبهه من القُرُبات (كل معروف صدقة) لأنه كلَّ يومٍ على الإنسان صدقة عن ثلاثمائة وستين مفصلا الحديث معناه في صحيح مسلم. وبفعل هذه الأمو يحصل على الصدقات المأمور بها كلَّ يوم .وهذا من فضل الله وإحسانه (من نحن لولا فضله علينا) بكل يسر وسهولة تُفعَلُ هذه الصدقات لمن يسر الله له.
وفيه بيان أن ركعتي الضحى تقوم مقام ثلاثمائة وستين صدقة .
قال الشوكاني في نيل الأوطار (3/77) :وَمَا كَانَ كَذَلِكَ فَهُوَ حَقِيقٌ بِالْمُوَاظَبَةِ وَالْمُدَاوَمَةِ.
وجاء من حديث أبي الدرداء وأبي ذر ونعيم بن همار عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: «قَالَ رَبُّكُمْ - عَزَّ وَجَلَّ -: يَا ابْنَ آدَمَ صَلِّ لِي أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ أَكْفِكَ آخِرَهُ» .والحديث صحيح .وقد صححه العلامة الألباني والوادعي .
وفيه الحث على صلاة الضحى أربع ركعات .
وقد اختلفوا فمنهم من قال هذه هي صلاة الضحى . ومنهم من قال هي ركعتا الفجر وفريضتها .وقد رجح القول الأول-أنها صلاة الضحى- جماعة من العلماء وهو ترجيح والدي رحمه الله .
قوله (أكفك آخره ) قال الوالد الشيخ مقبل رحمه الله يكفيك من فعل الذنوب والمعاصي ومن كل شر وضرر اهـ.
قلت :سبحان الله دل هذا أن صلاة الضحى أربع ركعات حِصْنٌ من الأعداء جنِّهم وإنسِهم، ومن مكر الماكرين وكيدهم ،ومعين على تجنب المعاصي وسبب لتفريج الهم والغم وسبب لجلب الخير والرزق .
وهناك رسالة في صلاة الضحى لأحد طلاب الوالد قديما الذين انجرفوا بعد ذلك في الدنيا وقدَّم لها الوالد بفرح وانشراح شأنه رحمه الله في شدة محبته لنشر السنة وخاصة في وقتٍ كان أهل السنة في قلة وكانت السنة غريبة .
وللسيوطي (جُزْءٌ فِي صَلَاةِ الضُّحَى) ضمن الحاوي في الفتاوى .
والسيوطي يقول عنه الوالد رحمه الله حاطب ليل يجمع الغث والسمين .فهو لا يتحرى .وهناك رسائل أيضا أخرى مؤلَّفة في هذا الباب .
مسألة: عددصلاة الضحى .
أقل صلاة الضحى ركعتان لما تقدم (وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنَ الضُّحَى) .
وأخرج البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «أَوْصَانِي خَلِيلِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَلَاثٍ: صِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَيِ الضُّحَى، وَأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أَنْ أَنَامَ».
وأما أكثر صلاة الضحى فليس هناك حصرٌ في عددها .وهذا ما اختاره السيوطي في رسالته (جُزْءٌ فِي صَلَاةِ الضُّحَى) .
وقال : قَدْ عَلِمْتَ مِمَّا تَقَدَّمَ أَنَّهُ لَمْ يَرِدْ حَدِيثٌ بِانْحِصَارِ صَلَاةِ الضُّحَى فِي عَدَدٍ مَخْصُوصٍ، فَلَا مُسْتَنَدَ بِقَوْلِ الْفُقَهَاءِ: إِنَّ أَكْثَرَهَا ثِنْتَا عَشْرَةَ رَكْعَةً، كَمَا نَبَّهَ عَلَيْهِ الحافظ أبو الفضل بن حجر وَغَيْرُهُ .
وقال: وَهَذَا هُوَ الَّذِي نَخْتَارُهُ عَدَمُ انْحِصَارِهَا فِي اثْنَتَيْ عَشْرَةَ، وَأَخْرَجَ أبو نعيم فِي الْحِلْيَةِ عَنْ عون بن أبي شداد أَنَّ عبد الله بن غالب كَانَ يُصَلِّي الضُّحَى مِائَةَ رَكْعَةٍ.
 قَالَ الحافظ أبو الفضل العراقي فِي شَرْحِ التِّرْمِذِيِّ: لَمْ أَرَ عَنْ أَحَدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ أَنَّهُ حَصَرَهَا فِي اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً، وَكَذَا لَمْ أَرَهُ لِأَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِنَا، وَإِنَّمَا ذَكَرَهُ الروياني فَتَبِعَهُ الرافعي، وَمَنِ اخْتَصَرَ كَلَامَهُ.
وَقَالَ الباجي مِنَ الْمَالِكِيَّةِ فِي شَرْحِ الْمُوَطَّأِ: لَيْسَ صَلَاةُ الضُّحَى مِنَ الصَّلَوَاتِ الْمَحْصُورَةِ بِالْعَدَدِ، فَلَا يُزَادُ عَلَيْهَا، وَلَا يُنْقَصُ مِنْهَا، وَلَكِنَّهَا مِنَ الرَّغَائِبِ الَّتِي يَفْعَلُ الْإِنْسَانُ مِنْهَا مَا أَمْكَنَهُ.اهـ

ويراجع باب صلاة التطوع من بلوغ المرام للاطلاع على أدلة صلاة الضحى .وبالله التوفيق .