جديد المدونة

جديد الرسائل

الجمعة، 28 أبريل 2017

(37)أحاديث مختارة من أحاديث «الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين»لوالدي رحمه


عن قرَّةَ بن إياس رضي الله عنه قَالَ: «أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَهْطٍ مِنْ مُزَيْنَةَ، فَبَايَعْنَاهُ، وَإِنَّ قَمِيصَهُ لَمُطْلَقُ الْأَزْرَارِ»، قَالَ: «فَبَايَعْتُهُ ثُمَّ أَدْخَلْتُ يَدَيَّ فِي جَيْبِ قَمِيصِهِ، فَمَسِسْتُ الْخَاتَمَ» قَالَ عُرْوَةُ –بن عبدالله أحد رواة الإسناد-: «فَمَا رَأَيْتُ مُعَاوِيَةَ وَلَا ابْنَهُ قَطُّ، إِلَّا مُطْلِقَيْ أَزْرَارِهِمَا فِي شِتَاءٍ وَلَا حَرٍّ، وَلَا يُزَرِّرَانِ أَزْرَارَهُمَا أَبَدًا».
أخرجه أبوداود رحمه الله  (4082).
[هذا حديث صحيح.الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين(برقم1078].
-----------------------

في هذا الحديث من الفوائد:
لِبْسُ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم القميص .

وقد روى الترمذي (4025)، وأبو داود (1762)عن  أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: «كَانَ أَحَبُّ الثِّيَابِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقَمِيصَ».

أن جيبَ قميصِ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم  كان على صدره.
قال الحافظ في«فتح الباري»(شرح تبويب حديث5797 بَابٌ :جَيْبُ الْقَمِيصِ مِنْ عِنْدِ الصَّدْرِ وَغَيْرِهِ)قال: وَفِي حَدِيثِ قُرَّةَ بْنِ إِيَاسٍ –يعني هذا الحديث-مَا يَقْتَضِي أَنَّ جَيْبَ قَمِيصِهِ كَانَ فِي صَدْرِهِ، لِأَنَّ فِي أَوَّلِ الْحَدِيثِ أَنَّهُ رَآهُ مُطْلَقَ الْقَمِيصِ .أَيْ: غَيْرَ مَزْرُورٍ .اهـ
قال السيوطي في رسالته«كَشْفُ الرَّيْبِ عَنِ الْجَيْبِ»ضمن«الحاوي »(2/212):وَقَوْلُ الْفُقَهَاءِ: لَوْ رُئِيَتْ عَوْرَةُ الْمُصَلِّي مِنْ جَيْبِهِ فِي رُكُوعٍ أَوْ سُجُودٍ لَمْ يَكْفِ، فَلْيُزَرِّرْهُ أَوْ يَشُدَّ وَسَطَهُ، يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ أَيْضًا ، لِأَنَّ الْعَوْرَةَ إِنَّمَا تُرَى مِنَ الْجَيْبِ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ إِذَا كَانَ عَلَى الصَّدْرِ، بِخِلَافِ الْفَتْحَةِ الْحَيْدَرِيَّةِ .
وقوله:(الفتحة الحيدرية)يوضِّحُه ما تقدم عنده (ص211)في مطلع الرسالة قال: سَأَلَ سَائِلٌ عَنْ جَيْبِ قَمِيصِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَلْ كَانَ عَلَى صَدْرِهِ كَمَا هُوَ الْمُعْتَادُ الْآنَ فِي مِصْرَ وَغَيْرِهَا؟ أَوْ عَلَى كَتِفِهِ كَمَا يَفْعَلُهُ الْمَغَارِبَةُ، وَيُسَمِّيهَا أَهْلُ مِصْرَ فَتْحَةٌ حَيْدَرِيَّةٌ .اهـ

إطلاقه صلى الله عليه وعلى آله وسلم  لأزرار قميصه . وقد بوَّب أبوداود على هذا الحديث:« بَابٌ فِي حَلِّ الْأَزْرَارِ». وقال ابن حبان (12/266):ذِكْرُ الْإِبَاحَةِ لِلْمَرْءِ أَنْ يَكُونَ مُطْلِقَ الْإِزَارِ فِي الْأَحْوَالِ.اهـ
وكان والدي الشيخ مقبل رحمه الله يتأسَّى بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيحلُّ أزرار جيب قميصه .
ويقول: من فعله تأسيًا برسول الله فإنه يؤجر على اقتدائِه .

إثبات خاتم النبوة .وهذا من دلائل النبوة .
فآخر الأنبياء نبينا محمد صلوات الله وسلامه عليهم ،وكما قال تعالى:﴿ مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ﴾[الأحزاب:40].

حرص السلف  على العمل بالأدلة .

البيعة للإمام .

وليس فيه دليل لِمن يطلب البيعة من الجماعات المبتدَعة كالإخوان المسلمين . قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في «المنتقى من فتاواه »(1/367)في الجواب عن بيعة الجماعات المتعددة :  البيعة لا تكون إلا لولي أمر المسلمين ، وهذه البيعات المتعددة مبتدعة ، وهي من إفرازات الاختلاف ، والواجب على المسلمين الذين هم في بلد واحد وفي مملكة واحدة أن تكون بيعتهم واحدة لإمام واحد ، ولا يجوز المبايعات المتعددة.اهـ