جديد المدونة

جديد الرسائل

السبت، 4 يونيو 2016

(34)الاخْتِيَارَاتُ العِلْمِيَّةُ لوالدي الشيخ مقبل رحمه الله

                       كبير السن الذي يفطر لمشقة الصيام عليه

كان يقول رحمه الله

الشيخ الكبير الذي  يشق عليه الصوم يفطر وعليه الفدية .

وكان رحمه الله يذكر أثر أنس بن مالك ،وهو في «مسند أبي يعلى» (4194) عَنْ أَيُّوبَ بْنِ أَبِي تَمِيمَةَ قَالَ: «ضَعُفَ أَنَسٌ عَنِ الصَّوْمِ فَصَنَعَ جَفْنَةً مِنْ ثَرِيدٍ فَدَعَا بِثَلَاثِينَ مِسْكِينًا فَأَطْعَمَهُمْ».

هذا ما استفدناه من دروس والدي رحمه الله.
.....................

قلت:وهذا قول جمهور العلماء أن الشيخ الكبير الذي  يشق عليه الصوم يفطر وعليه الفدية ،وهو قول ابن عباس .
أخرج البخاري(4505)من طريق عَطَاءٍ، سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقْرَأُ {وَعَلَى الَّذِينَ يُطَوَّقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «لَيْسَتْ بِمَنْسُوخَةٍ هُوَ الشَّيْخُ الكَبِيرُ، وَالمَرْأَةُ الكَبِيرَةُ لاَ يَسْتَطِيعَانِ أَنْ يَصُومَا، فَيُطْعِمَانِ مَكَانَ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا».

قال الحافظ في فتح الباري(4505):أما على قِرَاءَة ابن عَبَّاسٍ فَلَا نَسْخَ لِأَنَّهُ يَجْعَلُ الْفِدْيَةَ عَلَى مَنْ تَكَلَّفَ الصَّوْمَ وَهُوَ لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ فَيُفْطِرُ وَيُكَفِّرُ وَهَذَا الْحُكْمُ بَاقٍ .اهـ.

وهذا اختيار البخاري فقد قال في آخر ترجمة له (4505)«وَأَمَّا الشَّيْخُ الكَبِيرُ إِذَا لَمْ يُطِقِ الصِّيَامَ فَقَدْ أَطْعَمَ أَنَسٌ بَعْدَ مَا كَبِرَ عَامًا أَوْ عَامَيْنِ، كُلَّ يَوْمٍ مِسْكِينًا، خُبْزًا وَلَحْمًا، وَأَفْطَرَ».
وقال بعض العلماء : لا يلزمه فدية .
وهذا قول مالك أنه  لَا يَجِبُ عَلَيْهِ شَيْءٌ؛ لِأَنَّهُ تَرَكَ الصَّوْمَ لِعَجْزِهِ، فَلَمْ تَجِبْ فِدْيَةٌ، كَمَا لَوْ تَرَكَهُ لِمَرَضٍ اتَّصَلَ بِهِ الْمَوْتُ.