هل تخصص ليلة النصف من شعبان بالعبادة؟
جـ: في المسألة حديث «إِنَّ اللَّهَ لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ
فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ».
وهو حديث ضعيف.
والشيخ الألباني يحتج به .
(السلسلة الصحيحة (1144)).
ولو ثبت هذا الحديث فمعناه أننا نخصصها
بعبادة .
وقد قيل في قوله تعالى: { فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ
(4)}[الدخان:4] أنها ليلة النصف من شعبان، وردَّه الحافظ ابن كثير بأنها ليلة القدر.
هذا ما استفدناه من دروس والدي رحمه الله وكتبناه عنه .
------------------------
قلت : قال ابن رجب في «لطائف المعارف» (ص:136)وفي فضل ليلة نصف شعبان
أحاديث أخر متعددة ،وقد اختلف فيها فضعفها الأكثرون وصحح ابن حبان بعضها وخرجه في
صحيحه .
وقال (ص:137):وليلة النصف من شعبان كان التابعون من أهل الشام كخالد
بن معدان ومكحول ولقمان بن عامر وغيرهم يعظمونها ويجتهدون فيها في العبادة وعنهم
أخذ الناس فضلَها وتعظيمها وقد قيل إنه بلغهم في ذلك آثار إسرائيلية فلما اشتهر
ذلك عنهم في البلدان اختلف الناس في ذلك فمنهم من قبله منهم ووافقهم على تعظيمها
منهم طائفة من عُبَّاد أهل البصرة وغيرهم.
وأنكر ذلك أكثر علماء الحجاز
منهم عطاء وابن أبي مليكة ونقله عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن فقهاء أهل المدينة
وهو قول أصحاب مالك وغيرهم وقالوا: ذلك كله بدعة.اهـ.
وقال الشيخ ابن باز في «مجموع الفتاوى»(1/191) بعد أن ساق الأدلة قال:ومما تقدم من الآيات
والأحاديث وكلام أهل العلم، يتضح لطالب الحق أن الاحتفال بليلة النصف من شعبان
بالصلاة أو غيرها، وتخصيص يومها بالصيام بدعة منكرة عند أكثر أهل العلم، وليس له
أصل في الشرع المطهر، بل هو مما حدث في الإسلام بعد عصر الصحابة رضي الله عنهم .
وقال الشيخ ابن عثيمين في «مجموع الفتاوى»(7/280) بعض الناس يخص ليلة
شعبان بقيام ويومه بصيام بناء على أحاديث ضعيفة وردت في ذلك، ولكن حيث لا تصح هذه
الأحاديث الضعيفة فإن ليلة النصف من شعبان لا تخص بقيام. ولكن إن كان الإنسان قد
اعتاد أن يقوم الليل، فليقم ليلة النصف كغيرها من الليالي، وإن كان لم يعتد ذلك
فلا يخصها بقيام .اهـ المراد .