قول: (حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)
الحسْب: الكافي، قال الله تَعَالَى: ﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ
بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (36)﴾[الزمر:
36].
قال البغوي
رحمه الله في «تفسيره»(2/
138): {وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ}، أَيْ: كَافِينَا اللَّهُ، {وَنِعْمَ
الْوَكِيلُ}، أَيِ: الْمَوْكُولُ إِلَيْهِ الْأُمُورُ، فَعِيلٌ بِمَعْنَى
مَفْعُولٍ. اهـ.
وهذه الكلمة تقال عند خشية مكروه وتوقع بلاء، قال الله
تَعَالَى: ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ
النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا
حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173)﴾ [آل عمران: 173].
وثبت عنْ
أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«كَيْفَ أَنْعَمُ وَصَاحِبُ الصُّوَرِ قَدِ الْتَقَمَ وَحَنَا جَبْهَتَهُ
يَنْتَظِرُ مَتَى يُؤْمَرُ أَنْ يَنْفُخَ؟ قِيلَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ،
مَا نَقُولُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: قُولُوا: حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ،
عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا». رواه أبو يعلى (1084)، وهو في «الصحيح المسند مما
ليس في الصحيحين» (422)، أي: ينتظر متى يؤمر بنفخ الصُّور لقيام الناس لرب
العالمين.
وتقال أيضَا في مقام النعماء ونزول الخير، قال الله
تَعَالَى: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ
اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ
فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ (59)﴾ [التوبة: 59].
وهذه الكلمة من ذكر الله، فلا مانع مِنْ ترديدها( حسبي
الله ونعم الوكيل)؛ لدفع بلاء وأذى الشياطين.
قال الشيخ ابن عثيمين رَحِمَهُ الله في «شرح رياض الصالحين»(1/557): ينبغي
لكل إنسان راءٍ من الناس جمعًا له، أو عدوانًا عليه، أن يقول: (حسبنا الله ونعم
الوكيل)، فإذا قال هكذا كفاه الله شرهم، كما كفى إبراهيم ومحمدًا عليهما الصلاة
والسلام، فاجعل هذه الكلمة دائمًا على بالك، إذا رأيت من الناس عدوانًا عليك، فقل:
(حسبي الله ونعم الوكيل) يكفك الله عز وجل شرهم وهَمَّهم. والله الموفق. اهـ.
[مقتطف من دروس الفصول في سيرة الرسول/ لابنة الشيخ
مقبل رَحِمَهُ الله]