جديد الرسائل

السبت، 20 ديسمبر 2025

(147)نصائح وفوائد

 

                             قول: (حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)

 

الحسْب: الكافي، قال الله تَعَالَى: ﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (36)﴾[الزمر: 36].

 قال البغوي رحمه الله في «تفسيره»(2/ 138): {وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ}، أَيْ: كَافِينَا اللَّهُ، {وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}، أَيِ: الْمَوْكُولُ إِلَيْهِ الْأُمُورُ، فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ. اهـ.

وهذه الكلمة تقال عند خشية مكروه وتوقع بلاء، قال الله تَعَالَى: ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173)﴾ [آل عمران: 173].

 وثبت عنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَيْفَ أَنْعَمُ وَصَاحِبُ الصُّوَرِ قَدِ الْتَقَمَ وَحَنَا جَبْهَتَهُ يَنْتَظِرُ مَتَى يُؤْمَرُ أَنْ يَنْفُخَ؟ قِيلَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا نَقُولُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: قُولُوا: حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا». رواه أبو يعلى (1084)، وهو في «الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين» (422)، أي: ينتظر متى يؤمر بنفخ الصُّور لقيام الناس لرب العالمين.

وتقال أيضَا في مقام النعماء ونزول الخير، قال الله تَعَالَى: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ (59)﴾ [التوبة: 59].

وهذه الكلمة من ذكر الله، فلا مانع مِنْ ترديدها( حسبي الله ونعم الوكيل)؛ لدفع بلاء وأذى الشياطين.

قال الشيخ ابن عثيمين رَحِمَهُ الله في «شرح رياض الصالحين»(1/557): ينبغي لكل إنسان راءٍ من الناس جمعًا له، أو عدوانًا عليه، أن يقول: (حسبنا الله ونعم الوكيل)، فإذا قال هكذا كفاه الله شرهم، كما كفى إبراهيم ومحمدًا عليهما الصلاة والسلام، فاجعل هذه الكلمة دائمًا على بالك، إذا رأيت من الناس عدوانًا عليك، فقل: (حسبي الله ونعم الوكيل) يكفك الله عز وجل شرهم وهَمَّهم. والله الموفق. اهـ.

 

[مقتطف من دروس الفصول في سيرة الرسول/ لابنة الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله]