فضل إنظار
المعسر والوضع عنه
عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ
أَنْظَرَ مُعْسِرًا، أَوْ وَضَعَ لَهُ، أَظَلَّهُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ تَحْتَ
ظِلِّ عَرْشِهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ» ورواه الترمذي(1306)، وذكره والدي
في « الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين»(1291).
ورواه مسلم
(3006) عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ مختصرًا.
هذا فيه
فضل إنظار المعسر، قال الله تَعَالَى: {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةِ فَنَظِرَةٌ إِلَى
مَيْسَرَةٍ} [البقرة: 280]، معسر لا يقدر على دفع الدَّين، حان الأجل مثلًا بعد شهر،
انتهى الشهر وما استطاع، الشرع جاء بالترغيب في إمهاله وإنظاره حتى يتيسر له، « مَنْ
أَنْظَرَ مُعْسِرًا» أي: أمهله حتى يكون في يسار، أو يضع عنه شيئًا منه.
قال ابن
القيم في «الوابل الصيب» (35) في تعليل هذا الحديث: لأنه لمَّا جعله في ظل الإنظار
والصبر، ونجاه من حَرِّ المطالبة، وحرارة تكلف الأداء مع عسرته وعجزه، نجاه الله تعالى
من حَرِّ الشمس يوم القيامة إلى ظل العرش. اهـ.
ذكره ابن القيم في سياق الجزاء من جنس العمل.