كتب مؤلفة في الصحابة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم
قال أبو الفداء الحافظ ابن كثير رَحِمَهُ الله في «شرح مختصر علوم الحديث»(331) بشرح والدي: وَقَد نَصَّ عَلَى أَنَّ مُجَرَّدَ الرُّؤيَةِ كَافٍ فِي إِطلَاقِ الصُّحبَةِ: البُخَارِيُّ وَأَبُو زُرعَةَ، وَغَيرُ وَاحِدٍ مِمَّن صَنَّفَ فِي أَسمَاءِ الصَّحَابَةِ، كَابنِ عَبدِ البَرِّ، وَابنِ مَندَه، وَأَبِي مُوسَى المَدِينِيِّ([1])، وَابنِ الأَثِيرِ فِي كِتَابِهِ «الغَابَةِ فِي مَعرِفَةِ الصَّحَابَةِ»، وَهُوَ أَجمَعُهَا وَأَكثَرُهَا فَوَائِدَ وَأَوسَعُهَا، أَثَابَهُم اللَّهُ أَجمَعِينَ([2]).
هذه بعض المؤلفات في الصحابة:
ابن عبدالبر ألف «الاستيعاب في معرفة الأصحاب».
وأبو موسى المديني «ذِيل مَعْرِفَة الصَّحَابَة».
وابن منده «معرفة الصحابة».
وأبو نعيم الأصبهاني أيضًا له «معرفة الصحابة»ز
وابن الأثير «أسد الغابة في معرفة الصحابة».
وهذا يقول عنه الحافظ ابن كثير: (وَهُوَ أَجمَعُهَا وَأَكثَرُهَا فَوَائِدَ وَأَوسَعُهَا).
ثم جاء الحافظ ابن حجر رَحِمَهُ اللهُ وألف «الإصابة في تمييز الصحابة».
قال والدي رَحِمَهُ اللهُ في «السير الحثيث شرح مختصر علوم الحديث»(331): والحافظ ابن حجر متأخر عن الحافظ ابن كثير، فكتاب الحافظ الذي هو «الإصابة» يعتبر جمع الكل، ولكن هل يغني عن الكتب المتقدمة؟ وهل تغني الكتب المتقدمة عنه؟ لا؛ لأنه ربما يذكر الحديث ويحكم عليه، وقد يذكره بسنده، وقد لا يذكره بسنده، والكتب المتقدمة ربما تذكر الحديث بسنده وطالب العلم محتاج إلى الوقوف على السند، ولا تحكم على الحديث بصحة ولا ضعف.
إذن فطالب العلم محتاج إلى أن يجمع بين «الإصابة» وبين «الاستيعاب»، وبين «أسد الغابة»، و«أسد الغابة»، و«الاستيعاب»؛ من أجل ذكرهما الأسانيد، و«الإصابة»؛ من أجل التحقيق، فربما ذكر الحديث وذكر من فيه، و«الإصابة» يعتبر مرجعًا للمؤلفين، فضلًا عن المطالعين.
رَضِيَ اللَّهُ عَنْ صحابة رسول الله أجمعين.
[مقتطف من دروس مختصر علوم الحديث لابنة الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله]