التوبة إلى الله وفضلها
قَالَ الله تَعَالَى: ﴿وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [النور: 31].
في هذه الآية من الفوائد:
وجوب التوبة من الذنوب.
أن التوبة من أسباب الفلاح، وأنه لا سبيل للفلاح إلا بالتوبة.
أن كل مؤمن يحتاج إلى التوبة؛ لأن الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى خاطب المؤمنين جميًعا.
هذه الآية من أدلة الترغيب في التوبة، فالشرع يرغِّب وينذر ويحذر، تارة وتارة، فهذه الآية فيها الترغيب في التوبة، وأن التوبة من أسباب الفلاح.
وهذا من فضائل التوبة، فيجب التوبة إلى الله سُبحَانَهُ من كل ذنب، وقد وعد الله على التوبة بالأجور والفضائل العاجلة والآجلة، ووعده حق.
ومن ذلك:
أن التوبة من أسباب مغفرة الذنوب، فهي تمحو الذنب كأن لم يكن، قال نبي الله نوح عليه الصلاة والسلام لقومه: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12)﴾[نوح]، حثهم على الاستغفار، ثم رغبهم بذكر الفضائل العاجلة والآجلة، وذكر لهم مغفرة ذنوبهم إذا تابوا ﴿ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا﴾. أي: أنه كثير المغفرة والتوبة لمن تاب، ثم رغَّبهم بالعاجل والآجل، بملذات الدنيا ونعيمها، وكثرة إنزال الماء من السماء، وكثرة الأموال والأولاد، وإحياء الأرض لهم بالنبات والثمار، فهذا من فضائل وثمار التوبة.
وقاية من العذاب، قال تَعَالَى: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33)﴾ [الأنفال].
التوبة من أسباب رحمة الله، قال تَعَالَى: ﴿ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (46) ﴾[النمل].
ومن أسباب الرزق وتيسير الأمور ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾ [الطلاق]..
وفي الآية أيضًا:
أن من تاب إلى الله تاب الله عليه صغر الذنب أو كبر، فالتوبة تجب ما قبلها، ويرجع من ذنبه كمن لا ذنب له.
[مقتطف من دروس شرح رياض الصالحين لابنة الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله]