اسم الله تَعَالَى الرزاق
قال تَعَالَى: ﴿إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ﴾[الذاريات: 58].
﴿ الرَّزَّاقُ﴾ أي: كثير الرزق، فسبحانه ما أوسع رزقهُ وجل شأنه! شمل رزقه العالَم العلوي والعالَم السفلي، ورزق الأجنة في بطون أمهاتهم، والحيوانات، وغير ذلك، بيده خزائن السموات والأرض: ﴿قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفاقِ﴾ [الإسراء: 100].
وإذا علم الإنسان أن الله هو الرزاق يكون مطمئنًا أن الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى سيرزقه من واسع فضله ولن يضيعه، وقد تكفل الله بذلك، فقال: ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (6) ﴾[هود].
واسم الله(الرزاق) من أسماء الله الحسنى ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾ [الأعراف:180].
وأرزاق الله التي يرزق بها عبده على قسمين:
قال الشيخ ابن عثيمين في «شرح العقيدة الواسطية»(1/179): الرزق ينقسم إلى قسمين: عام وخاص.
فالعام: كل ما ينتفع به البدن، سواء كان حلالًا أو حرامًا، وسواء كان المرزوق مسلمًا أو كافرًا.
والرزق الخاص، هو ما يقوم به الدين من العلم النافع والعمل الصالح والرزق الحلال المعِين على طاعة الله؛ ولهذا جاءت الآية الكريمة: ﴿الرَّزَّاقُ﴾ ولم يقل: الرازق؛ لكثره رزقه وكثرة من يرزقه، فالذي يرزقه الله عز وجل لا يحصى باعتبار أجناسه، فضلًا عن أنواعه، فضلًا عن آحاده؛ لأن الله تعالى يقول: ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا﴾ [هود: 6]، ويعطي الله الرزق بحسب الحال. اهـ.
ونكون استفدنا: أن الرزق ليس خاصًّا بالمال. الحفظ رزق من الله، العلم النافع، و الذكاء، و الفهم، و الولد، الزوجة الصالحة، والزوج الصالح، إلى غير ذلك.
الرزق لغة: الحظ والنصيب.
واصطلاحًا: ما ينفع من حلال أو حرام.
على هذا التعريف يشمل الرزق الحرام.
وقد جاء عن المعتزلة أنه لا يقال للمال الحرام: رزق.
قال أبو الحسن الأشعري في «مقالات الإسلاميين»(1/205): وزعموا-أي: المعتزلة- بأجمعهم أن الله سبحانه لا يرزق الحرام كما لا يملك الله الحرام، وأن الله سبحانه إنما رزق الذي ملكه إياهم دون الذي غصبه. اهـ.
واستدلوا بقول الله تَعَالَى: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ (59)﴾[يونس]. وهذا مردود؛ لأن الذي ليس له مال حلال هل معناه أنه لا رزق له؟!
الله عَزَّ وَجَل يقول: ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا﴾، فهذا يدل على أن المال الحرام يسمى رزقًا.
[مقتطف من دروس العقيدة الواسطية لابنة الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله تَعَالَى]