جديد المدونة

جديد الرسائل

الاثنين، 12 أغسطس 2024

(127)نصائح وفوائد

 

                           الفرق بين الريح والرياح

 

قال تَعَالَى: ﴿مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ(117)﴾ [آل عمران].

قال أبو حيان في «البحر المحيط»(3/315): أَفْرَدَ رِيحًا؛ لِأَنَّهَا مُخْتَصَّةٌ بِالْعَذَابِ، كَمَا أُفْرِدَتْ فِي قَوْلِهِ: ﴿بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ [الأحقاف:4 ﴿وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا﴾[الروم:51 ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرصَرًا [القمر:19 كالريح الْعَقِيمَ.

كَمَا أَنَّ الْجَمْعَ مُخْتَصٌّ بِالرَّحْمَةِ ﴿أَنْ يُرْسِلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ [الروم:46 ﴿وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ﴾[الحجر:22 ﴿يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْرًا [الأعراف:57]. اهـ.

 

والمراد في الغالب، قال الشيخ ابن باز رَحِمَهُ الله كما في صوتية له، وقد قُدِّم له سؤال: ما الفرق بين الريح والرياح؟

 كلها تُسمَّى ريحًا ورياحًا، لكن الغالب أنَّ الواحدة تكون في الشرِّ، والرياح المتتابعة يكون فيها خير ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ [الروم:46]، والريح العاصفة في الغالب تكون شرًّا، لكن مهما كانت -سواء ريح شديدة أو رياح متتابعة- يسأل الله خيرها، ويتعوَّذ بالله من شرِّها، والغالب أن الرياح المتتابعة تكون خيرًا :﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ، وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ[الأعراف:57] بين يدي المطر.

 

[مقتطف من درس الأمثال لابنة الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله]