جديد المدونة

جديد الرسائل

الثلاثاء، 4 يونيو 2024

(37)الأحاديث والآثار التي علق عليها والدي رَحِمَهُ الله

 

                               من هم الغرباء؟

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «بَدَأَ الإِسْلَامُ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ» رواه مسلم(145).

تعليق والدي رَحِمَهُ الله:

فيه: غربة الإسلام في بدئه.

ونحن الآن في زمن الغربة؛ فربما يسخر الأب بابنه، والأخ بأخيه، فما أكثر المستضعفين! وما أكثر المظلومين!.

والسنة لا تفرِّق بين الضعيف والقوي، ولا بين الوضيع والرفيع؛ فليس عندنا تفرقة، ولكنها النعرات الجاهلية.

والغرباء: هم الذين يتنكَّر لهم الناس؛ بسبب تمسكهم بالكتاب والسنة.

[استفدته وقيدته من دروس والدي الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رَحِمَهُ الله]

---------------------------

وقد فصَّل ابن القيم وبيَّن غربة أهل الدين في «مدارج السالكين» (3/ 189) بقوله: فَهُوَ غَرِيبٌ فِي دِينِهِ؛ لِفَسَادِ أَدْيَانِهِمْ، غَرِيبٌ فِي تَمَسُّكِهِ بِالسُّنَّةِ؛ لِتَمَسُّكِهِمْ بِالْبِدَعِ، غَرِيبٌ فِي اعْتِقَادِهِ؛ لِفَسَادِ عَقَائِدِهِمْ، غَرِيبٌ فِي صَلَاتِهِ؛ لِسُوءِ صَلَاتِهِمْ، غَرِيبٌ فِي طَرِيقِهِ؛ لِضَلَالِ وَفَسَادِ طُرُقِهِمْ، غَرِيبٌ فِي نِسْبَتِهِ؛ لِمُخَالَفَةِ نَسَبِهِمْ، غَرِيبٌ فِي مُعَاشَرَتِهِ لَهُمْ؛ لِأَنَّهُ يُعَاشِرُهُمْ عَلَى مَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ.

وَبِالْجُمْلَةِ: فَهُوَ غَرِيبٌ فِي أُمُورِ دُنْيَاهُ وَآخِرَتِهِ، لَا يَجِدُ مِنَ الْعَامَّةِ مُسَاعِدًا وَلَا مُعِينًا، فَهُوَ عَالِمٌ بَيْنَ جُهَّالٍ، صَاحِبُ سُنَّةٍ بَيْنَ أَهْلِ بِدَعٍ، دَاعٍ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ بَيْنَ دُعَاةٍ إِلَى الْأَهْوَاءِ وَالْبِدَعِ، آمِرٌ بِالْمَعْرُوفِ نَاهٍ عَنِ الْمُنْكَرِ، بَيْنَ قَوْمٍ الْمَعْرُوفُ لَدَيْهِمْ مُنْكَرٌ وَالْمُنْكَرُ مَعْرُوفٌ.