جديد المدونة

جديد الرسائل

السبت، 16 ديسمبر 2023

(39) من نصائح والدي رحمه الله

 

               الحث على التمسك بالسنة

قال والدي رَحِمَهُ الله:

نحمد الله الذي وفقنا للتمسك بسنة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ.

إنها سنةُ حبيبِنا وحبيبكم، إنها سنةُ شفيعنا وشفيعكم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ.

 إنها التي قال فيها النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي».

 والتي قال فيها صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «لِكُلِّ عَمَلٍ شِرَّةٌ، وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةٌ، فَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى سُنَّتِي، فقد اهتدى، وَمَنْ كَانَتْ فترته إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَقَدْ هَلَكَ».

 إنها التي قال فيها النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ  وفي أهلها ما رواه الإمام أحمد في «مسنده» من حديث كعب بن عُجرة وجابر بن عبدالله رضي الله تعالى عنهم، والمعنى متقارب، أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ  قال: « يا كعب بن عجرة، أَعَاذَكَ اللهُ مِنْ إِمَارَةِ السُّفَهَاءِ»، قيل: وَمَا إِمَارَةُ السُّفَهَاءِ يا رسول الله؟ قَالَ: «أُمَرَاءُ يَكُونُونَ بَعْدِي، لَا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي– شاهدنا من الحديث هو هذا –، ولَا يهتدون بِهَدْيِي، فَمَنْ صَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ، وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَأُولَئِكَ لَيْسُوا مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُمْ، وَلَا يَرِدُوا عَلَيَّ حَوْضِي، وَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ، وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَأُولَئِكَ هم مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ، وَسَيَرِدُوا عَلَيَّ حَوْضِي».

إن دعوة أهل السنة تعتبر رحمة من الله عَزَّ وَجَل؛ لأن ربنا عَزَّ وَجَل يقول في نبينا محمدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: 107].

 نعم، ولئن كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ  قد توفي-بآبائِنَا وأمهاتنا نفديه-لو كان قد توفي فإن سنته باقية.

 نعم، سنة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ  التي هي عصمة من الضلال ﴿ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا﴾ [النور:54]. أي: إذا أطعنا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ اهتدينا.

سنة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ التي هي أمان من الزيغ، وأمان من الفُرْقة، وهي سبيل الهداية «إِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ، تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ».

إنها سنة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ  المحبوبة إلى قلوب المؤمنين، المحبوبة إلى قلوب المؤمنين. فنبينا محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ  يقول: «لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ، حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ من أهله وماله وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ».

إنني أحمد الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى فإنها لم تزل سنةُ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ  محبوبة لدى الناس،...إرادة الله، وفي مثل هذا فليتنافس المتنافسون.

 ينبغي أن نتنافس في نصرة سنة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ، لا سيما ونحن في هذا الزمن، الاشتراكي يتبجح باشتراكيته، والبعثي يتبجح ببعثيته، والمبتدع يتبجح ببدعته.

ألَا نَهُبُّ في نصر سنة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ  حتى يرفعنا الله!

 نعم، أنا أقول لكم: إننا محتاجون إلى السنة أكثر من حاجتها إليها، نحن محتاجون إلى السنة وإلى نصر السنة أكثر من حاجتها إلينا ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ [المائدة: 2].

[من شريط الثبات على دين الله لوالدي رَحِمَهُ الله]