جديد المدونة

جديد الرسائل

الأحد، 24 ديسمبر 2023

(28) سلسلة في الطِّبِّ وَالْمَرْضَى

 

                           حال زيادة: «ولا يرقون»

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَالَ: «عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأُمَمُ، فَجَعَلَ يَمُرُّ النَّبِيُّ مَعَهُ الرَّجُلُ، وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الرَّجُلَانِ، وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الرَّهْطُ، وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ، وَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الْأُفُقَ، فَرَجَوْتُ أَنْ تَكُونَ أُمَّتِي، فَقِيلَ: هَذَا مُوسَى وَقَوْمُهُ، ثُمَّ قِيلَ لِي: انْظُرْ. فَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الْأُفُقَ، فَقِيلَ لِي: انْظُرْ هَكَذَا وَهَكَذَا. فَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الْأُفُقَ، فَقِيلَ: هَؤُلَاءِ أُمَّتُكَ، وَمَعَ هَؤُلَاءِ سَبْعُونَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ» رواه البخاري(5752)، ومسلم (220).

وعند مسلم  زيادة: «ولا يرقون».

وقد أشكل علي ذلك فسألت والدي الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله.

فأجابني: أنها شاذة؛ مخالفة للأحاديث الصحيحة التي فيها أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يرقي المريض.

 قلت: وهذا قول شيخِ الإسلام في «قاعد جليلة» فقرة (161)، ونص كلامه:

 وقد روي فيه: «ولا يرقون» وهو غلط؛ فإن رقيتهم لغيرهم ولأنفسهم حسنة، وكان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يرقي نفسه وغيره، ولم يكن يسترقي، فإن رقيته نفسه وغيره من جنس الدعاء لنفسه ولغيره، وهذا مأمور به؛ فإن الأنبياء كلهم سألوا الله ودعوه، كما ذكر الله ذلك في قصة آدم وإبراهيم وموسى وغيره.