جديد المدونة

جديد الرسائل

الثلاثاء، 17 أكتوبر 2023

(48)أَوصَافُ طالبِ العلمِ الشرعِي

 

قال تَعَالَى: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ[الفتح: 29].

وهذه الآية في وصف صحابة رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وأنهم كانوا متوادِّين متراحمين، فالله عَزَّ وَجَل في هذه الآية وصفهم بعدة أوصاف: أنهم أشداء على الكفار، أي: غلاظ، وبالمودة والرحمة، وكما قال تَعَالَى: ﴿أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ [المائدة: 54 وكثرة الصلاة، وابتغاء فضل الله ورضاه، فهذه صفات جميلة لصحابة رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ومن أعظمها: أنهم متوادون متراحمون.

وكان والدي رَحِمَهُ اللهُ يحث الطلاب على التراحم، ويقول: إذا زارنا الزائر فوجدنا متحابِّين يؤثِر بعضنا بعضًا فإنه يُؤَثِّرُ فيه. اهـ.

أما تناحر الطلاب وتناحر المسلمين على العموم فيما بينهم، فهذا فيه تنفير عن الإسلام، وتشويه للمسلمين، وكان والدي رَحِمَهُ اللهُ يقول للذين يطعنون في دينِنَا وَيُشَوِّهُونَهُ: العيب في المسلمين لا في الإسلام، أنتَ اقرأ في سيرة النّبِيّ صلى الله عليه وسلم وشمائله أو كلامًا نحو هذا.

إنَّ نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يقول: «إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، وَلَا تَحَسَّسُوا، وَلَا تَجَسَّسُوا، وَلَا تَنَافَسُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا» أخرجه مسلم (2563) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

وامتن الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى على الأنصار بقوله: ﴿وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا [آل عمران: 103].

 

فأصلح قلبَكَ من الأمراض، ودعكَ من الكيد لإخوانك، والتربص بهم، وأقبل على شأنِك، ولا تكن سُلَّمًا للأعداء في الطعن في إخوانك وأنت تشعر أو لا تشعر.

فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة ... وإن كنت تدري فالمصيبة أعظمُ

اللهم ارزقنا حسن النية وصفاء السريرة.